سورة الواقعة
  تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٨٠} أقسم الله سبحانه وتعالى لهم بالنجوم على أن ما يتلوه عليهم النبي ÷ من القرآن هو كلامه الذي أنزله على نبيه ÷ وجعل لهم فيه المنافع والخير الكثير في دنياهم وآخرتهم.
  ثم أخبر عنه بأنه قبل(١) أن ينزله إليهم كان مكنوناً ومحفوظاً في السماء لا يمسه أحد إلا ملائكته المطهرون(٢).
  {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ٨١}(٣) يستنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين تكذيبهم(٤) بهذا القرآن الذي أنزله من كتابه المكنون حيث أن الحق فيه
(١) سؤال: من أين استفدنا هذه القبلية؟ وهل يصح أن يحمل على أن نسخته الأصلية في لوح محفوظ عند الله سبحانه وتعالى كما سبق لكم وكما سيأتي؟
الجواب: كان القرآن الكريم في لوح محفوظ عند الله تعالى ثم أنزله الله تعالى على نبيه منجماً، والمعنى واحد سواء قلنا: في كتاب مكنون أو في لوح محفوظ أو في أمِّ الكتاب، وقوله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩} أي: لا تمسه الشياطين ولا تقربه: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ٢١٢}[الشعراء]، {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ٢١٠}[الشعراء].
(٢) سؤال: من أين أخذ أصحابنا الدليل من هذه الآية على تحريم مس الجنب ونحوه للمصحف؟
الجواب: أخذوا ذلك من قوله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩} فجعلوا «لا» ناهية، إلا أن هذا الإعراب متكلَّف وغير متسق ولا متناسب مع ما قبله وما بعده.
(٣) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذه الآية؟
الجواب: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء عاطفة للمسبب على السبب، والتقدير: أتتلى عليكم آيات القرآن التي هي حق واضح مبين فتخصونها بالتكذيب. «بهذا» جار ومجرور متعلق بمدهنون. «الحديث» نعت لهذا أو بدل. «أنتم» مبتدأ. «مدهنون» خبر المبتدأ.
(٤) سؤال: فضلاً هل من معاني الإدهان التكذيب في أصل اللغة أم كيف؟
الجواب: في الكشاف: مدهنون أي: متهاونون به، وفي تفسير الرازي ما لفظه: أن المدهن المراد به المكذب قال الزجاج: معناه أفبالقرآن أنتم تكذبون. اهـ هذا وجه من وجهين ذكرهما الرازي =