محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 349 - الجزء 4

  واضح وحجته فيه قائمة وليس فيه ما يستدعي الشك والتكذيب.

  {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ⁣(⁣١) أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ٨٢} ويستنكر عليهم عدم اعترافهم بنعمة الله عليهم، وجحدهم لما ينزل عليهم من الأرزاق ونسبتهم لها إلى النجوم والأفلاك، فلا يقرون لله تعالى بنعمه أو يعترفون له بفضل استكباراً وعناداً وجحوداً.

  {فَلَوْلَا⁣(⁣٢) إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ٨٤ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ⁣(⁣٣) مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ٨٥} فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن يذكرهم بوقت نزول الموت عليهم، عندما يكون أحدهم مسجى على فراش الموت يعالج خروج روحه وقد بلغت الحلقوم، والناس حوله ينتظرون ويترقبون خروجها وانتزاعها لا يستطيعون إمساك روحه، ولا يملكون قوة ردها عن الخروج، وقد أصبح ملائكة الموت في تلك اللحظة يعالجون خروج روحه من دون


= في تفسير المدهن ثم قال: والوجه الثاني: المدهن هو الذي يلين في الكلام ويوافق باللسان وهو مصر على الخلاف ... إلى أن قال: والأول عليه أكثر المفسرين. اهـ

(١) سؤال: هل هذا على حذف مضاف تقديره: شكر رزقكم؟ وما يكون محل: «أنكم تكذبون»؟

الجواب: المعنى يقتضي تقدير ما ذكرتم. «أنكم تكذبون» في تأويل مصدر منصوب، وهو المفعول به الثاني لـ «تجعلون».

(٢) سؤال: فضلاً ما معنى الفاء هنا؟ وما معنى «لولا»؟ وهل ما دخلت عليه محذوف أم كيف؟ وما وجه إضمار الروح مع عدم تقدم ذكره؟

الجواب: الفاء فصيحة أي: إن أصررتم على التكذيب بالله وبقدرته فأرجعوا الروح ولا تدعوها تخرج من الجسد. «لولا» للتحضيض والمراد هنا التوبيخ، والفعل المحضض عليه محذوف أي: فلولا ترجعون الروح إلى الجسد إذا بلغت الحلقوم، ووجه إضمار الروح مع عدم تقدم ذكره وجود القرائن الدالة عليها.

(٣) سؤال: ما وجه التجوز هنا أو ما نوعه؟

الجواب: المجاز هو مرسل عبر بالقرب عن العلم والقدرة؛ لأنهما مسببان عن القرب.