محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 350 - الجزء 4

  أن يشعر بهم من حوله؛ فأي حيلة لهم في تلك اللحظة؟ وكيف سيكون حالة المحتضر في ذلك الوقت؟

  {فَلَوْلَا⁣(⁣١) إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ٨٦ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٨٧} فلو كان الأمر على ما تقولون أيها المنكرون للبعث والحساب والجزاء فلماذا لا تردون هذه الروح وتمنعونها عن الخروج؟ وقد كانوا ينكرون أن يكون الله تعالى هو الذي ينتزع أرواحهم، وينكرون أنه تعالى سوف يبعثهم ويجازيهم، ومعنى «غير مدينين»: غير مجازين ولا محاسبين.

  بعد ذلك يستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم لماذا لا يتفكرون في أمر أرواحهم وانتزاعها؟ وفي عدم قدرتهم على التحكم فيها ساعة خروجها؟ ولو أنهم تفكروا ونظروا لعرفوا أنه لا بد أن يكون هناك قدرة خفيه محيطة بهم، وإرادة تتصرف فيهم لا يملكون معها أي حول أو قوة.

  {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ⁣(⁣٢) ٨٨ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ٨٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن ذلك الذي أوشكت روحه على الخروج بأنه إن كان من المقربين


(١) سؤال: هل هذه تكرير لـ «لولا» السابقة أم كيف؟ وكيف يكون تحليل الآيتين حسب إعرابها؟

الجواب: «فلولا» مكررة للتأكيد، أي: فلولا ترجعون الروح إلى الجسد إذا بلغت الحلقوم، ثم كرر للتأكيد: فلولا ترجعونها إن كنتم صادقين في اعتقادكم الباطل، وكنتم غير مجزيين ومحاسبين.

(٢) سؤال: تفضلوا بإعراب هذه الآية بالتفصيل؟ وهل قوله: «فروح» جواب لـ «أما»؟ أم لـ «إن» الشرطية؟

الجواب: الفاء للتفريع، «أما» حرف شرط وتفصيل وتوكيد، وجملة الشرط محذوفة والتقدير: مهما يكن من شيء فإن كان ....

«إن كان من المقربين» جملة شرطية. «فروح» الفاء رابطة، روح: خبر مبتدأ محذوف أي: فله روح، وهذه الجملة هي جواب الشرط الأول «فأما». وجواب الشرط الثاني محذوف يدل عليه جواب الشرط الأول. «وريحان وجنة نعيم» معطوف على «روح».