سورة الواقعة
  عند الله تعالى ومن أهل الزلفى لديه فإن الملائكة ستبشره(١) بالراحة والأمن والسلامة من عذاب الله تعالى وسخطه، وستريه منزله الذي أعده الله سبحانه وتعالى له في جنات النعيم.
  وأراد تعالى بالمقربين أهل المنازل العالية والدرجات الرفيعة من الأنبياء والصديقين والأئمة والشهداء ومن أشبههم، وهم السابقون المذكورون في أول السورة.
  {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١} وإن كان دون أولئك المقربين رتبة في الإيمان، يعني في المرتبة الثانية فستتلقاه الملائكة بالبشرى أيضاً من(٢) الله سبحانه وتعالى بالأمن والسلامة من عذابه وسخطه والنعيم الدائم في جنات النعيم، وسيقابل بالتسليم من أصحاب اليمين الذين تقدموه.
  {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ٩٣ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤} وأما إن كان هذا الميت من المكذبين بالله ورسوله وآياته والصادين عن سبيله، فستتلقاه الملائكة بأهوال ما أعد الله سبحانه وتعالى له من العذاب، ويرونه منزله الذي يصير إليه في جهنم نعوذ بالله منها. ومعنى «فنزل»: فله ضيافة.
(١) سؤال: من فضلكم ما الوجه في جعله في التبشير دون حصول النعيم رغم وجود الفاء التعقيبية وكذا لام الاختصاص المقدرة هي ومجرورها خبراً لروح؟
الجواب: أردنا في التفسير أن الملائكة تبشر المؤمن بما سيصير إليه مما حكم الله له به من ذلك؛ لأن الجنة لا يدخلها إلا يوم القيامة.
(٢) سؤال: لطفاً من أين نستفيد أن التسليم من الله مع قوله: «من أصحاب اليمين»؟
الجواب: استفدنا ذلك من موضع آخر: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠}[فصلت]، وبتسليم أصحاب اليمين عليهم من هذه الآية: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١}.