محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحديد

صفحة 356 - الجزء 4

  النهار في بعض فصول السنة، ثم تبدأ ساعات الليل في التناقص حتى تدخل بعض أجزائه في النهار في الفصول الأخرى.

  ثم بعد أن أطلعهم على عظيم ملكه وآياته الدالة على علمه وقدرته - أمرهم فقال: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} يخاطب الله سبحانه وتعالى بذلك المؤمنين، وهذه السورة نزلت بخطابهم وعتابهم وذلك أن الكثرة منهم كانوا ضعاف الإيمان لم يكتمل الإيمان في قلوبهم، فأمرهم الله سبحانه وتعالى بأن يَصْدُقُوا في إيمانهم ويخلصوا فيه، وأن يؤمنوا حق الإيمان، وأن يخرجوا صدقة أموالهم وما يجب عليهم فيها حيث أمرهم، وأخبرهم أنهم ليسوا إلا مستخلفين عليها، فالمال ماله وقد استخلفهم عليها كما استخلف الذين من قبلهم.

  {فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ٧} ثم أثنى الله سبحانه وتعالى على من أخلص في إيمانه وأنفق شيئاً⁣(⁣١) من ماله فيما أوجب الله سبحانه وتعالى عليه، ووعدهم بأنه سوف يجزل لهم في ثوابه وعطائه وسيعوضهم خيراً مما أنفقوا ويزيدهم من فضله.

  {وَمَا لَكُمْ لَا⁣(⁣٢) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ⁣(⁣٣) يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ


(١) سؤال: يقال: من أين فهمنا هذا وظاهره الإطلاق؟

الجواب: أخذ ذلك من حيث أن الإنفاق لا يكون إلا من مال المنفق أي: الإنفاق المحمود الذي يثاب فاعله ويؤجر عليه.

(٢) سؤال: فضلاً لو فصلتم لنا محل هذه الجملة بما يفهم معه معناها فهي تشكل كثيراً؟

الجواب: هذه الجملة «لا تؤمنون» مستأنفة لبيان الأمر المستنكر الذي يفيده الاستفهام «وما لكم» أي: انها واقعة في جواب سؤال مقدر كأنه قيل: وما الذي تستنكر؟ ويصح أن تكون في محل نصب حال من ضمير المخاطبين.

(٣) سؤال: هل هذه الجملة والتي بعدها حاليتان أم ماذا؟ وما فائدة القيد بقوله: «إن كنتم مؤمنين»؟

الجواب: جملة «والرسول ..» حال من فاعل «تؤمنون»، وجملة «وقد أخذ ...» حال من «ربكم». وجاء بالشرط ليدل على أن من لازم الإيمان طاعة الله وطاعة رسوله ÷.