سورة الحديد
  تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ(١) تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢} بعد أن حث الله تعالى المؤمنين على البذل والعطاء والإنفاق في سبيله زاد على ذلك أن رغبهم في الإنفاق، وجعله على سبيل القرض(٢) عنده، ووعدهم بأنه سوف يقضيهم وسيزيدهم على ما بذلوا وأنفقوا أضعافاً مضاعفة، وسيعطيهم على الحسنة عشر أمثالها، ويضاعف ذلك إلى سبعمائة ضعف، ووعدهم أيضاً أنه سوف يوفيهم أجر قرضهم ذلك يوم القيامة بالأجر الكريم النافع لهم في ذلك اليوم.
  وقد رغبهم الله سبحانه وتعالى هذا الترغيب لأنهم كانوا قد وصلوا إلى غاية الوهن والضعف والتكاسل عن نصرة النبي ÷، وقد أصابهم الفتور الشديد وابتعدوا عن فعل الخير والإنفاق في سبيل الله، فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه ÷ هذا العرض المغري ليجدد به من نشاطهم ويزيد من عزمهم وسرعة مبادرتهم إلى
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}؟ وما العامل في: {يَوْمَ تَرَى}؟ وما محل جملة: {وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١}؟ وجملة {يَسْعَى نُورُهُمْ}؟ وجملة: {بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ}؟
الجواب: «من» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم إشارة خبر المبتدأ، «الذي» اسم موصول بدل من «ذا» أو صفة له، وجملة «يقرض الله قرضاً حسناً» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «فيضاعفه» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء لوقوعه في جواب الاستفهام، والعامل في «يوم ...» الاستقرار العامل في «وله أجر». «وله أجر كريم» في محل نصب حال من الضمير في «له»، وجملة «يسعى نورهم ..» في محل نصب حال من مقول «ترى»؛ لأن الرؤية بصرية، وجملة «بشراكم اليوم جنات» في محل نصب مقول لقول محذوف.
(٢) سؤال: ما نوع المجاز في ذلك؟
الجواب: نوع المجاز في «يقرض» استعارة تصريحية تبعية حيث شبه الإنفاق في سبيل الله بالإقراض فحذف المشبه وبقي المشبه به، والجامع: إعطاء الشيء بعوض.