محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحديد

صفحة 361 - الجزء 4

  الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ١٣}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن سوء حال المنافقين والمنافقات يوم القيامة وما سيكون عليهم من الخزي والذلة وهم يصيحون بالمؤمنين الذين كانوا معهم في الدنيا ويطلبون منهم أن يشركوهم في نورهم، وأن ينتظروهم ليسيروا معهم ويستضيئوا بنورهم، لما أحاط بهم من الظلمة الشديدة التي أطبقت عليهم، ولكن المؤمنين سيجيبون عليهم بأنه لا حظ لكم ولا نصيب في شيء من هذا النور، وأنه مختص بالصادقين في إيمانهم الباذلين أنفسهم وأموالهم في سبيل الله تعالى، ثم يضرب الله سبحانه وتعالى بينهم بحاجز وسور يفصل بينهم وبين المنافقين. وقوله {بَاطِنُهُ}: يعني ما يلي المؤمنين، {وَظَاهِرُهُ}: يعني به ما يلي المنافقين.

  {يُنَادُونَهُمْ⁣(⁣٢) أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ١٤} وعندما يناديهم المنافقون ويسألونهم ألم نكن بينكم مع النبي ÷؟ وقد صدقناه معكم وآمنا به فلماذا تمنعوننا أن ندخل معكم في نوركم؟ يرد عليهم المؤمنون الصادقون: بلى قد كنتم معنا، غير أنكم استجبتم لهوى أنفسكم، ودخلتم


= فاكتسبوا الإيمان والأعمال الصالحة، أو ارجعوا إلى الموقف، وكل ذلك تهكم وتخييب للمنافقين.

(١) سؤال: إذا كان المراد بـ «سور» التمييز لهما فما فائدة وجود الباب فيه؟ وما الوجه في القيد بقوله: «من قبله»؟

الجواب: فائدة وجود الباب ليتم التخاطب منه بين الفريقين وليرى المنافقون آثار كرامة الله على المؤمنين فيزدادوا حسرة بما يسمعون ويرون، وفائدة قوله: «من قبله ...» تظهر من معرفة إعرابه فقوله: «من قبله» خبر مقدم، «العذاب» مبتدأ مؤخر والجملة في محل رفع خبر قوله «وظاهره»، ومعنى: من قبله أي: من جهته العذاب أي: النار، كما أن باطن الباب هو في جهة الجنة.

(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة المضارعية؟

الجواب: لا محل لها استئناف بياني.