سورة الحديد
  في الفتنة والضلال، وانتظرتم هلاك النبي ÷، وارتبتم في صدقه وفيما جاء به من عند الله، وغرتكم الأماني الباطلة(١)، ولم ترعووا حتى جاء أمر الله وأنتم في الفتنة والضلال، وغركم الشيطان وأبعدكم عن الإيمان بالله(٢).
  {فَالْيَوْمَ(٣) لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥} فقد انقطع الأمل والرجاء يوم القيامة، فلا فدية تنفعهم أو تدفع عنهم شيئاً من عذاب الله الذي وجب عليهم، ولم يبق لهم إلا دخول جهنم، فقد صاروا من أهلها والأولى بها.
  {أَلَمْ يَأْنِ(٤) لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا
(١) سؤال: من فضلكم هل يوجد تمثيل لهذه الأماني الباطلة؟
الجواب: أمانيهم الباطلة هي ما كانوا يتخيلونه في أنفسهم سيتفرق أصحاب محمد ÷ عنه ويتركونه ويتركون دينه، وستنكشف خدعه وحيله، وأن العرب لا تقبل دينه وستتألب عليه وسيقتل ويبطل دينه، وستطرده الأوس والخزرج من المدينة، وما هي إلا أيام قليلة وكفينا شره، وما هي إلا رياح عصفت وسرعان ما تذهب أو سحابة أظلت ثم أقشعت ونحو هذا مما كانوا يحدثون أنفسهم به ويزينه لهم الشيطان.
(٢) سؤال: قد تتوفر هذه الصفات الأربع في بعض فساق المسلمين بحيث لا يرفعون رأساً لمعالم الدين فهل يستحقون هذا الوعيد؟ وهل يصدق عليهم اسم النفاق ولو لم يبطنوا الكفر ولا أحبوا أهله؟ أم كيف؟
الجواب: فسقة المسلمين قسمان، فقسم منهم يحكم عليهم بالنفاق مع الفسق وهم الذين يعادون الدين وأهل الدين، ويكرهون الحق وأهل الحق، فمثل هؤلاء هم فسقة منافقون أي: أنهم جمعوا بين الأمرين. وقسم منهم يعصون الله بجوارحهم من غير اعتقاد كراهة للدين وعداوة للحق والمحقين فهؤلاء هم فسقة وليسوا منافقين.
(٣) سؤال: ما إعراب «فاليوم»؟
الجواب: هو ظرف لـ «يؤخذ» الذي بعده.
(٤) سؤال: من فضلكم ما إعرابها؟ وما أصلها؟ وما إعراب «أن تخشع»؟ وهل «يكونوا» =