محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحديد

صفحة 363 - الجزء 4

  يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ⁣(⁣١) فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ١٦} أما آن لقلوبكم أيها المؤمنون بعد كل ما قد جاءكم من البينات ورأيتم من الآيات وبعدما أنزل الله عليكم من القرآن أن تلين لما نزل إليها من البينات والهدى، وأن لا تفعلوا كفعل أهل الكتاب من تحريف توراتهم وإنجيلهم، ونسيانهم لما جاءت به أنبياؤهم ورسلهم. ومعنى «يأن»: يحِن الوقت.

  {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا⁣(⁣٢) لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ١٧} ثم يخاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين الذين لا زالت قلوبهم قاسية


= معطوف على «تخشع» أم ماذا؟

الجواب: «يأن» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف آخره أي الياء، وأصل «يأن»: أنى يأني مثل: رمى يرمي. «أن تخشع» في محل رفع فاعل يأن. «ويكونوا» معطوف على «أن تخشع».

(١) سؤال: ما الذي تفيده هذه الآية في أوصاف أهل الكتاب؟ وما الذي نأخذه منها؟

الجواب: تفيد أن أهل الكتاب قست قلوبهم فأصبحوا لا يخافون الله ولا يخشون عذابه ولا يتعظون إن وعظوا ولا يتذكرون إن ذكروا وكثير منهم فسقوا عن أمر الله وخرجوا من طاعته فلا يبالون بفعل طاعة ولا يتورعون عن معصية، هكذا وصف الله تعالى ما صار إليه أهل الكتاب بسبب طول عهدهم بأنبيائهم وبسبب ابتعادهم عن طاعة ربهم وامتثال أمره، فنهانا الله تعالى نحن المسلمين في كتابه الكريم أن نكون مثلهم وأن نفعل مثل فعلهم وأن نبتعد عن ديننا كما ابتعدوا وأن نتمرد عن طاعة الله كما تمردوا وأن نفسق كما فسقوا، ويكون ذلك بمعاهدة قلوبنا بالمواعظ والتذكير بالله وحضور مجالس الصالحين الذين يرشدون الناس إلى الدين ويعلمونهم شرائع الإسلام ويذكرونهم بالله وبعذابه وبعظيم رحمته، ويعلمونهم الحلال والحرام ويبينون لهم الحق وأهله والباطل وحزبه، ويعلمونهم كيفية التوبة والتخلص من حقوق الله وحقوق الناس و ... إلخ.

(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب مستأنفة.