سورة المجادلة
  صاع لكل مسكين، وقد فرض الله سبحانه وتعالى ذلك عليكم وأدبكم بذلك لتطيعوا الله ورسوله وتلتزموا حدوده وما أمركم به.
  ثم أخبرهم أن ذلك التكفير حد من الله تعالى حده(١) لهم وفرضه عليهم لئلا يعودوا في ذلك الإثم، وأن من تجاوز حدود الله تعالى هذه فقد خرج عن طاعة الله تعالى ورسوله واستحق نار جهنم.
  {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا(٢) آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ٥ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ(٣) اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن من تجاوز(٤) حدوده بعد ما جاءته حجج الله وبيناته وعرف
(١) سؤال: هل يصح أن نحمل الحد على أنه المعلم من معالم الشريعة دون العقوبة المفروضة المشتقة من قولهم: حد الخمر، ونحوه؟ أم لا ترونه مناسباً؟
الجواب: لم نرد في التفسير إلا أنه معلم من معالم الشريعة ولم نرد أنه من جنس حد الخمر وحد الزنا والقذف والحرابة والسرق ...
(٢) سؤال: فضلاً ما محل هذه الجملة؟
الجواب: في محل نصب حال.
(٣) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب تعليلية.
(٤) سؤال: هل التجاوز لحدود الله يعتبر محادة لله ولو فعلت من دون جرأة على المخالفة؟ مع التعليل.
الجواب: إذا أقدم المكلف على معصية الله عمداً وهو يعلم أن الله تعالى قد نهى عنها وتوعد عليها فيعتبر محادداً لله، وذلك أنه تجاوز حد الله الذي حده لعباده وصار في حد آخر غير حد الله، وقد لعن الله تعالى في هذه الآية من خرج عن حد الله وتجاوزه «كبتوا»، أما من أقدم على معصية الله متعمداً لفعلها وهو لا يعلم أنها معصية لله ولا يعلم أن الله قد نهى عنها، أو فعلها خطأً أو متأولاً؛ فلا نحكم عليه بأنه محادد لله؛ لأنه لم يفعلها جرأة على المخالفة.