محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 385 - الجزء 4

  وهم المنافقون الذين يتولون⁣(⁣١) المشركين ويوادونهم ويناصحونهم مع أنهم في الحقيقة غير مسلمين، ثم يأتون إليه منكرين لما فعلوا، ويحلفون على ذلك الأيمان الغليظة والفاجرة، فهؤلاء قد أعد الله تعالى لهم العذاب الشديد جزاء صنيعهم ذلك، ولهم عذاب مهين على الأيمان الفاجرة التي أقدموا عليها ليتخلصوا بها من عقوبة النبي ÷.

  {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ⁣(⁣٢) فِيهَا خَالِدُونَ ١٧} لن تفيدهم أموالهم ولا أولادهم بأي فائدة من عذاب الله تعالى، ولا مخلص لهم منه، وهم أصحاب النار خالدين فيها أبداً.

  {يَوْمَ⁣(⁣٣) يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٨}⁣(⁣٤) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء المنافقين الذين كانوا يعتذرون للنبي ÷ بالأيمان الفاجرة بأنهم يوم القيامة


(١) سؤال: هل يصح أن نحمل القوم المغضوب عليهم هنا على اليهود أم لا؟

الجواب: يصح بل قد يكون أقرب لمخالطة المنافقين لليهود في المدينة.

(٢) سؤال: ما فائدة الضمير هذا؟

الجواب: فائدته التأكيد والحصر الادعائي.

(٣) سؤال: فضلاً ما هو العامل في هذا الظرف؟ وما إعراب «كما يحلفون»؟ وأين مفعولا «يحسبون»؟

الجواب: العامل في الظرف قوله «خالدون» أو «اذكر» محذوفاً. «كما يحلفون» جار ومجرور صفة لمصدر محذوف أي: حلفاً مثل حلفهم لكم. «أنهم على شيء» في تأويل مصدر ساد مسد المفعولين.

(٤) سؤال: يقال: كيف نجمع بين مدلول هذه الآية وقوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ}⁣[الملك: ١١]، ونحوه؟

الجواب: يجمع بين ذلك بأن يقال: هذه الآية خاصة في المنافقين، وتلك ونحوها في غيرهم من المشركين والكافرين، وذلك أن المنافقين كانوا في الدنيا أهل حيل وخبث ودهاء ومكر ولهم ملكة في التلبيس والتغرير وقلب الحقائق و ... إلخ فظنوا يوم القيامة أن ذلك ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا.