سورة الحشر
  مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ٨}(١) هذا تفسير للفقراء الذين ذكرهم في الآية السابقة: {وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}، فأخبر أنهم من الذين هاجروا مع النبي ÷ من مكة، وطردهم المشركون من ديارهم وجردوهم من جميع أموالهم حتى أصبحوا لا يملكون شيئاً من متاع الدنيا، وقد اتخذوا لهم ناحية في المسجد يسكنونها لا يجدون(٢) لهم مسكناً غيرها فسموا
(١) سؤال: ما الذي يستفاد من هذه الآية من أحكام فقهية؟
الجواب: يستفاد منها:
١ - أن الكفار الحربيين يملكون ما استولوا عليه من أموال المسلمين المنقولة وغير المنقولة.
٢ - أن الكفار لا يطالبون بما استولوا عليه؛ لأنهم قد ملكوها.
٣ - أنهم إذا ملكوها على المسلم الغني صار فقيراً تصرف فيه الزكاة ونحوها.
٤ - أنه ينبغي أن يحظى الفقير الذي افتقر بعد غنى بعناية خاصة زائدة على سائر الفقراء، ومثله الفقير الذي هجر وطنه لطلب العلم.
(٢) سؤال: يقال: ألم يكن بعض المهاجرين أو أغلبهم قد سكن في بيوت الأنصار كما ذكرتموه في الآية التالية؟ وأيضاً يصدق على هؤلاء الذين سكنوا البيوت الأوصاف التي ذكرتها الآية فكيف؟ وهل يقتضي عطف «والذين تبوءوا الدار» عليهم استحقاق الأنصار للصرف فيهم؟ أم ترون الواو استئنافية فما المرجح لذلك؟ وفي ذهني استدلال الإمام الهادي # بهذه الآيات الثلاث على لزوم ترتيب الصرف بين المهاجرين ثم الأنصار ثم أخلاط المسلمين، فما رأيكم؟
الجواب: نعم قد كان بعض المهاجرين سكنوا في بيوت الأنصار مع أنهم من جملة الفقراء، وإنما كانت الصفة أكبر مجمع لفقراء المهاجرين، أما صفة الفقر فهي تعم أهل الصفة ومن سكن البيوت من المهاجرين.
الواو في قوله: «والذين تبوءوا الدار ..» صالحة لأن تكون عاطفة لما بعدها على الفقراء فيكون للذين تبوءوا الدار والإيمان نصيباً وحقاً من الغنائم تلك (الفيء) إلا أنه يوجد موانع من العطف، وذلك قوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} وأهل المدينة كانوا أغنياء بما =