محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحشر

صفحة 404 - الجزء 4

  ثم يذكِّرهم الله سبحانه وتعالى بأنه الله المتفرد بصفات العظمة والجلال الذي لا إله في السماوات والأرض إلا هو، الذي لا يغيب عن علمه شيء أو تخفى عليه خافية، والغيب: هو ما سيكون من الأمور المستقبلية، وما اختفى وراء الحجب والأستار، وما سلف ومضى في غابر الأزمان. والشهادة: هي المعلومات المدركة بالحواس.

  ومن صفاته أيضاً أنه عظيم الرحمة بعباده، والرحمن: الواهب لهم جلائل النعم الظاهرة، والرحيم: الواهب لهم دقائق النعم وخفيها.

  {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وهو وحده المسيطر على ملك السماوات والأرض. والقدوس⁣(⁣١): هو المنزه عن الشريك والمثيل الذي لا تحيط به الاوهام أو تتصوره. والسلام⁣(⁣٢): هو السالم عن كل عيب ونقيصة.

  والمؤمن: قال في تفسير أهل البيت $: إنه المؤمِّن⁣(⁣٣) أولياءه من عذابه وسخطه. والمهيمن⁣(⁣٤): هو المسيطر بسلطانه وعلمه وقدرته. والعزيز: هو الممتنع


= جملة «هو الرحمن الرحيم» عن سابقتها؟

الجواب: «إلا هو» إلا: أداة استثناء، وهو: بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي: لا إله موجود إلا هو. و «عالم الغيب» نعت له أو خبر ثان للفظ الجلالة. «الشهادة» مصدر. «هو الرحمن الرحيم» جملة مستأنفة لبيان ما سبق وتقريره.

(١) سؤال: فضلاً ما زنة هذا الاسم؟ ومم أخذ واشتق؟

الجواب: هو على زنة «فعُّول» وهو مأخوذ من «قدس» بمعنى: طهّر.

(٢) سؤال: ما نوع اسمية هذا الاسم؟

الجواب: هو مصدر وصف به للمبالغة.

(٣) سؤال: هل يصح أن يحمل على المصدق للرسل بإظهار المعجزات؟ أم لا؟

الجواب: يصح أن يحمل على أنه المصدق رسله بالمعجزات.

(٤) سؤال: يقال بأنه قد يطلق المهيمن على الرقيب كما في قوله: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}⁣[المائدة: ٤٨]، فكيف؟

=