سورة الحشر
  ثم يذكِّرهم الله سبحانه وتعالى بأنه الله المتفرد بصفات العظمة والجلال الذي لا إله في السماوات والأرض إلا هو، الذي لا يغيب عن علمه شيء أو تخفى عليه خافية، والغيب: هو ما سيكون من الأمور المستقبلية، وما اختفى وراء الحجب والأستار، وما سلف ومضى في غابر الأزمان. والشهادة: هي المعلومات المدركة بالحواس.
  ومن صفاته أيضاً أنه عظيم الرحمة بعباده، والرحمن: الواهب لهم جلائل النعم الظاهرة، والرحيم: الواهب لهم دقائق النعم وخفيها.
  {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وهو وحده المسيطر على ملك السماوات والأرض. والقدوس(١): هو المنزه عن الشريك والمثيل الذي لا تحيط به الاوهام أو تتصوره. والسلام(٢): هو السالم عن كل عيب ونقيصة.
  والمؤمن: قال في تفسير أهل البيت $: إنه المؤمِّن(٣) أولياءه من عذابه وسخطه. والمهيمن(٤): هو المسيطر بسلطانه وعلمه وقدرته. والعزيز: هو الممتنع
= جملة «هو الرحمن الرحيم» عن سابقتها؟
الجواب: «إلا هو» إلا: أداة استثناء، وهو: بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف أي: لا إله موجود إلا هو. و «عالم الغيب» نعت له أو خبر ثان للفظ الجلالة. «الشهادة» مصدر. «هو الرحمن الرحيم» جملة مستأنفة لبيان ما سبق وتقريره.
(١) سؤال: فضلاً ما زنة هذا الاسم؟ ومم أخذ واشتق؟
الجواب: هو على زنة «فعُّول» وهو مأخوذ من «قدس» بمعنى: طهّر.
(٢) سؤال: ما نوع اسمية هذا الاسم؟
الجواب: هو مصدر وصف به للمبالغة.
(٣) سؤال: هل يصح أن يحمل على المصدق للرسل بإظهار المعجزات؟ أم لا؟
الجواب: يصح أن يحمل على أنه المصدق رسله بالمعجزات.
(٤) سؤال: يقال بأنه قد يطلق المهيمن على الرقيب كما في قوله: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة: ٤٨]، فكيف؟
=