محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الممتحنة

صفحة 411 - الجزء 4

  عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٤ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٥}، ومعنى «لا تجعلنا فتنة»: لا تسلط علينا الكافرين المتعطشين لدمائنا.

  {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ⁣(⁣١) يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لن يتأسى بإبراهيم والذين معه إلا من كان صادق الإيمان بالله تعالى وبرسوله ومصدقاً باليوم الآخر، وأما من أعرض وتولى عن ذلك فإن الله سبحانه وتعالى غير محتاج له ولا إلى إيمانه وطاعته، ولن يضر بذلك إلا نفسه. ومعنى «يرجو الله»: يؤمن بالله وبثوابه وعقابه.

  {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ عن أهل مكة الذين هو خارج لغزوهم بأنهم في يوم من الأيام عسى⁣(⁣٢) أن يدخلوا في الإسلام،


= وإنما وقع الاعتراض بالاستثناء للاهتمام به، وبهذا يرتفع الإشكال وقد جوزوا أن يكون هذا مقولاً لأمر مقدر أي: قولوا ربنا ... ، فيكون من تمام التوصية للمخاطبين بقوله: قد كانت لكم أسوة، كأنه قال: تأسوا بإبراهيم وقولوا ربنا.

(١) سؤال: هل قوله: «لمن كان» بدل من «لكم»؟ أم ماذا؟

الجواب: نعم هي بدل بإعادة الجار.

(٢) سؤال: إذا كانت «عسى» بمعنى الإيجاب كما مر لكم فمعناها أن الله جعل بينهم مودة في الواقع فهل تحمل على الذين حسن إسلامهم دون الذين أسلموا خوفاً من حر السيوف أم كيف؟ وهل يدل قوله: «والله غفور رحيم» على أنه قد غفر لهم وأنه حسن إسلامهم؟

الجواب: قد جعل الله بينهم مودة فدخلوا في الإسلام وأعلنوا الطاعة والانقياد وأصبحوا إخواناً متوادين هذا في الظاهر وحسابهم على الله، وتماماً كما روي أن الرسول ÷ قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله» أو كما قال، وهذا الحكم عام للجميع لمن حسن إسلامه ولمن لم يحسن =