محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التغابن

صفحة 445 - الجزء 4

  كفرها سبحانه وتعالى عنه بسبب إيمانه، ثم يدخله الله تعالى الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

  {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن ذلك هو الفوز العظيم الذي ينبغي للإنسان أن يسعى إليه ويطلبه.

  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٠} وأما الذين كفروا وكذبوا بالله تعالى ولقائه فسيريهم الله سبحانه وتعالى صحائف أعمالهم مليئة بالمعاصي والسيئات التي عملوها في الدنيا قد أحصاها عليهم جميعاً صغيرها وكبيرها لا يفوت منها مثقال ذرة، وقد أعد الله سبحانه وتعالى لهم نار جهنم، وجعلها دارهم ومسكنهم، خالدين فيها وبئس المصير.

  {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه ما من مصيبة تصيب الإنسان في نفسه أو في أهله أو في ماله إلا بإذن الله تعالى⁣(⁣١)، وهو الذي قضاها وقدرها، وقد يكون⁣(⁣٢) بعض ما يصيبه بسبب اقتراف معصية أو نحو


=

الجواب: بلى سيطلعه الله تعالى على سيئاته التي كفرها بدليل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨}⁣[الانشقاق]، وذلك ليرى فضل الله عليه وعظيم نعمته لديه من غير أن تظهر لأهل الموقف.

(١) سؤال: قد يفهم بعض الطلاب أن المصائب التي تصيب الإنسان على أيدي الآدميين من جملة المصائب المقدرة من قِبل الله فكيف؟

الجواب: هناك فرق بين: ما أصاب الله من مصيبة، وبين: ما أصبتم أيها الناس من مصيبة، فما أصاب الناس بعضهم بعضاً من قتل وجرح و ... هو مصيبة من الناس لم يرضها الله ولا أذن فيها ولا أباحها بل نهى عنها وتوعد عليها وحذر منها، وذلك معلوم، فلا يصح الاستدلال بقوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} على أن ما أصاب به الناس بعضهم بعضاً بإذن الله ورضاه وقضائه وقدره.

(٢) سؤال: يقال: كيف نجمع بين هذا وبين التعميم المفهوم من قوله: «من مصيبة»؟

الجواب: المراد بما ذكرنا في التفسير أن بعض المصائب قد تكون بسبب معصية أي إنسان كالجدب والبرد والضريب و ... ؛ فالتعميم باق ولم نخصه.