سورة التغابن
  ذلك فهو من الله سبحانه وتعالى أيضاً عقوبة وجزاء على معصيته.
  {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١١}(١) ومن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويعمل الأعمال الصالحة فإن الله تعالى يمده بعونه ويزيده من أنواره وهدايته ويغمره بألطافه، ويبصره سبل الهداية والتوفيق.
  {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا(٢) الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٢} ثم حث الله سبحانه وتعالى على طاعته وطاعة رسوله، وأخبرهم أن من تولى عن طاعة الله تعالى ورسوله فإن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه ويجازيه على ذلك، فقد أرسل إليهم رسله ليرشدوهم ويبصروهم طرق نجاتهم وهدايتهم، وليبلغوهم شرائع ربهم، وليعذروا إليهم وينذروهم، ثم وكلهم إلى اختيارهم ومشيئتهم ليختاروا أي الطريقين أرادوا.
  {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١٣}(٣) وأخبرهم أنه لا إله في هذا الكون إلا الله الواحد الأحد الذي ينبغي أن يتوكل عليه المؤمنون ويسندوا إليه
(١) سؤال: ما المناسبة بين تمام هذه الآية وشطرها الأول؟
الجواب: المناسبة هي أن الله عليم بإيمان المؤمن وإيمان المنافق، وبالإيمان الضعيف والقوي، فهداية الله تعالى لقلب المؤمن تكون على حسب ما علم، فمن علم أن قلبه منافق لا يهدي قلبه ولا ينوره فلا يغتر المنافق بهذا الوعد فليس له فيه نصيب.
(٢) سؤال: ما السر في تكرير الأمر بهذا الفعل؟ وما الذي نأخذه نحن من أحكام وفوائد من هنا؟
الجواب: أعيد العامل ليفيد التأكيد على طاعة الرسول ÷. ونستفيد:
- أن طاعة الرسول ÷ واجبة فيما أمر به ونهى عنه.
- وأن الحديث الصحيح المروي عن رسول الله ÷ حجة يجب اتباعها والتدين بها؛ لنص القرآن على طاعة الرسول ÷.
(٣) سؤال: ما الوجه في تقديم المعمول «على الله»؟ وما معنى الفاء في قوله: «فليتوكل»؟
الجواب: قدم المعمول للاختصاص أي: فليتوكلوا على الله وحده لا على غيره، والفاء في هذا الموضع رابطة لشرط مقدر، أي: إذا حزب أمر فتوكلوا على الله.