محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التحريم

صفحة 467 - الجزء 4

  عنه من عباده المؤمنين، أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلم أزواجه أنهن لن يستطعن أن ينلن من نبيه ÷، أو يلحقن به أي ضرر أو مكروه مهما حاولن. ومعنى «ظهير»: معاونون وحارسون.

  {عَسَى⁣(⁣١) رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ٥} والمعني بذلك هما عائشة وحفصة، وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تعلما أن النبي ÷ في غنى عنهما، وأنهما إن لم تقلعا عما هما عليه فإنه سيبدله بأزواج خير منهما بعد أن يطلقهما. والقانتات: هن المطيعات. وتائبات: إلى الله تعالى، والسائحات: المداومات على الصيام.

  وفي ذلك تعريض بعائشة وحفصة أنهما ليستا على هذه الصفة.

  وبعد، فالمرأة وإن تنسكت وتعبدت فطبيعتها لا تتغير، وتماماً كما روي عن النبي ÷ أنهن خلقن من ضلع أعوج، فإن ذهبت تقيمه كسرته ... إلخ.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ⁣(⁣٢) شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا


(١) سؤال: كيف يقال في «عسى» هنا فلم تكن للإيجاب؟ والمشهور أنها للحتم والإيجاب؟ وما إعراب: «أن يبدله» و «مسلمات»؟

الجواب: «عسى» من الله للإيجاب، وهي هنا كذلك إلا أنها هنا وقعت معلقة بشرط ولم يحصل الشرط ولو أنه حصل الطلاق لحصل حتماً وعد الله. «أن يبدله» في تأويل مصدر مرفوع «عسى» وهي هنا تامة. «مسلمات» نعت لـ «أزواجاً».

(٢) سؤال: ما محل جملة «وقودها الناس والحجارة»؟ وما نوع اسمية «وقود»؟ وما نوع اسمية «غلاظ»؟ وما الوجه في فصل جملة: «عليها ملائكة» عن سابقتها؟

الجواب: جملة «وقودها الناس ..» في محل نصب صفة لناراً، وكلمة «وقودها» اسم لما تتقد به النار كالحطب، فإذا ضمت الواو كانت مصدراً، و «غلاظ» جمع غليظ وغليظ صفة مشبهة. وفصلت جملة «عليها ملائكة» لكونها صفة للنار ثانية.