محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التحريم

صفحة 469 - الجزء 4

  سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى إخلاص توبتهم، والإكثار من الرجوع إليه، وأن يكونوا متهمين لأنفسهم بالتقصير لديه، وأن يعلموا أنه لا بد لكل امرئ من الوقوع في الزلات والهفوات والأخطاء، فمهما حرص المؤمن على تقوى الله والمحافظة على طاعته فإن غاية ما يصل إليه هو الرجاء لمغفرة ربه دون القطع واليقين.

  والتوبة النصوح: هي أن يندم على ما فرط منه من معاص ندماً صادقاً، ويعزم عزماً صادقاً على عدم العود، ويرد المظالم.

  وحثهم على المحافظة على التوبة في كل أوقاتهم ليكفر عنهم الزلات والأخطاء والهفوات، وليسلموا من أليم عذابه في اليوم الذي سيؤمن فيه أولياءه من كل خوف وفزع وحزن، والذي سيجعل لهم فيه نوراً يستضيئون به في أرض المحشر، وليحرصوا أشد الحرص على أن يكونوا منهم.

  {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ⁣(⁣١) لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٨} ثم وصف الله سبحانه وتعالى أهل ذلك النور والنعيم الذي سيلقونه يوم القيامة بأنهم الذين كانوا يتوسلون إليه في الدنيا⁣(⁣٢) ويدعونه بأن يزيدهم من توفيقه وتسديده وهداه، ويكثرون من الرجوع والتوبة إليه، ويطلبون منه أن يغفر لهم ما بدر منهم من التقصير والخطأ في جنب طاعته.


(١) سؤال: ما محل جملة «يقولون ربنا أتمم ..»؟

الجواب: الجملة في محل نصب حال متعاقبة أو مترادفة.

(٢) سؤال: من أين نستوحي أن توسلهم هذا كان في الدنيا؟

الجواب: الظاهر أن الدعاء في يوم القيامة، وإنما عدلنا عن الظاهر لأن يوم القيامة ليس يوم تكليف وطلب وتوسل، ولعل البقاء على الظاهر أولى، ويكون قولهم ودعاؤهم صادراً على وجه السرور والغبطة لا على وجه الطلب والتوسل.