سورة الملك
  {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا}(١) ثم يُذكِّر الله سبحانه وتعالى عباده بنعمه عليهم إذ ذلل لهم الأرض وسخرها في خدمتهم ومنفعتهم، ومهدها لسكناهم والحياة عليها.
  {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا(٢) مِنْ رِزْقِهِ} وحثهم وأذن لهم أن يمشوا على ظهرها، ويسعوا وراء أرزاقهم ومصالحهم التي أباحها لهم. ومعنى «مناكبها»: مرتفعاتها.
  {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ١٥}(٣) فاحذروا الفساد في الأرض، وأحسنوا كما علمكم ربكم؛ لأن مرجعكم سيكون إليه، ولا بد أن يحاسبكم ثم يجازيكم على جميع أعمالكم.
  {ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦}(٤) ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على العاصين والمتمردين استمرارهم في فسادهم وإصرارهم على كفرهم وضلالهم كيف أمنوا مكر الله تعالى وعذابه أن ينزل بهم؟ وكيف لو أنه خسف بهم الأرض وهم في غيهم وضلالهم؟ فأين عقولكم أيها
(١) سؤال: هل التذليل في الأرض حقيقة أم مجاز؟ ومن أي أنواع القسمين هي؟
الجواب: التذليل حقيقة فالذل هو اللين ضد الصعوبة فهي حقيقة لغوية.
(٢) سؤال: هل الإذن والإباحة تناول في الآية الأكل من الرزق أم البحث عنه والسعي وراءه وضحوا ذلك؟
الجواب: المشي في مناكبها هو لطلب الرزق من تجارة أو صيد أو حطب أو نحو ذلك، وقوله: «كلوا من رزقه» أي: مما طلبتم وكسبتم مما أذن الله في طلبه وكسبه فلا يدخل الحرام في هذا كمن يمشي في الأرض لقطع الطريق ونهب أموال الناس ونحو ذلك مما حرمه الله.
(٣) سؤال: هل هذا الجملة معطوفة فعلى ماذا؟ أم لا فما محلها؟
الجواب: «وإليه النشور» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة «هو الذي جعل لكم الأرض».
(٤) سؤال: ما محل المصدر «أن يخسف»؟ وما إعراب «فإذا هي تمور»؟
الجواب: «أن يخسف» في محل نصب بدل من مفعول «أمنتم» أي: من «من في السماء». «فإذا هي تمور» الفاء عاطفة للمسبب على السبب، إذا: هي الفجائية لا محل لها من الإعراب، هي تمور: مبتدأ وخبر.