محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الملك

صفحة 479 - الجزء 4

  الكافرون فمن شأن العاقل أن يأخذ حذره من المخاوف المعلومة والمظنونة، وقد أرسل الله إليكم رسولاً كريماً، وأنزل إليكم كتاباً مبيناً، حججه واضحة وآياته نيرة لو كان لكم عقول. ومعنى «تمور»: تتحرك وتضطرب.

  {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ⁣(⁣١) أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ١٧}⁣(⁣٢) أم أنكم في مأمن من الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليكم ريحاً عاصفة تهلككم وتبيد خضراءكم، فعندها ستعلمون صدق ما ينذركم به نبيكم ÷.

  {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ١٨} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن لا يكبر في نفسه تكذيب قومه وتمردهم عليه، فالأمم السالفة قبله قد كذبوا أنبياءهم كذلك، فعذبهم وأهلكهم ودمرهم جزاء تكذيبهم وتمردهم، وأخبره أن قومه ليسوا ببعيد منهم، وقد أوشك أن ينزل عليهم عذاباً يدمرهم ويبيدهم ويهلكهم، كما أهلك من كان قبلهم. ومعنى «فكيف كان نكير»: فكيف كان إنكاري عليهم بإنزال العذاب عليهم.

  {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ⁣(⁣٣) إِنَّهُ


(١) سؤال: كيف يرد المرشد بجواب مختصر على من حاول أن يستدل بهذه الآية على أن الله في السماء؟

الجواب: المعنى: من في السماء أمره وسلطانه؛ إذ لا تقول أي طائفة من طوائف المسلمين أن الله تعالى في السماء؛ فطوائف المسلمين في هذا فريقان: فأهل البيت والمعتزلة والأشاعرة ينزهون الله تعالى عن الحلول في مكان لا في السماء ولا في غيرها. والحنابلة ومن سلك مسلكهم كالسلفية يقولون: إن الله تعالى فوق العرش، والعرش أكبر من السموات والأرض.

(٢) سؤال: هل المراد به الاسم على صيغته أم المصدر؟ وما إعراب «فستعلمون كيف نذير»؟

الجواب: المراد بنذير المصدر أي: إنذاري، «فستعلمون» مضارع مرفوع والواو فاعل، «كيف نذير» كيف خبر مقدم ونذيري مبتدأ مضاف، والجملة في محل نصب مفعول به.

(٣) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذا المقطع من الآية لكان مناسباً؟

الجواب: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والواو حرف عطف، والمعطوف عليه مقدر بعد الهمزة، =