محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الملك

صفحة 482 - الجزء 4

  أن يشكروا الله سبحانه وتعالى على نعمه العظيمة، وأن يتوجهوا بعبادتهم إليه، ويتركوا تلك الأصنام التي لم تفعل لهم أي شيء من ذلك.

  {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٢٤} الله سبحانه وتعالى هو الذي ذرأهم في الأرض في قبورهم، وسينبتهم يوم القيامة كما ينبت الحب الذي يذرأ في الأرض⁣(⁣١)، وهو الذي سيحييهم ويبعثهم من جديد للحساب والجزاء.

  {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٥ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن المشركين سوف يستنكرون عليه أمر البعث والحساب والجزاء، وأنهم لن يصدقوا ذلك أبداً، وأمره أن يجيب عليهم بأن الوقت الذي يحشر الله تعالى فيه الأموات ويجمعهم فيه للحساب لا يعلمه إلا الله تعالى وحده وأنه لم يرسل الله تعالى نبيه محمداً ÷ إلا ليبلغهم وينذرهم عذاب الله تعالى وسخطه الذي أوشك أن ينزل بهم إن أصروا على كفرهم وشركهم.

  {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً⁣(⁣٢) سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ٢٧} عندما يرى المشركون العذاب قريباً منهم يوم القيامة ستظهر على وجوههم أمارات الفزع والهلع الشديد، ثم تخبرهم الملائكة وتبكتهم بأن هذا العذاب الذي ترونه أمامكم هو العذاب الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا تكذيباً به.


(١) سؤال: هل من قرينة على أن الذرء بهذا المعنى؟

الجواب: في أساس البلاغة: ذرأنا الأرض وذروناها بمعنى: بذرناها، فهذا هو حقيقة الذرء والذرو لغة.

(٢) سؤال: ما نوع اسمية «زلفة»؟ وهل هي مؤنثة؟ فما وجه تأنيثها؟

الجواب: «زلفة» مصدر للرباعي أزلف، وزلفة بمعنى اسم الفاعل أي: مزلفاً أي: قريباً، والتاء لتأنيث اللفظ.