محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القلم

صفحة 489 - الجزء 4

  الوليد على أنفه ولم يقتل كما قتلت الصناديد من قريش.

  {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ١٧ وَلَا يَسْتَثْنُونَ⁣(⁣١) ١٨ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ١٩ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ٢٠ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ٢١ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ⁣(⁣٢) إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ٢٢ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ٢٣ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ٢٤} ابتلى⁣(⁣٣)


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «كما بلونا» و «إذ أقسموا»؟ وما موضع «ليصرمنها»؟ وعلام عطفت «ولا يستثنون»؟

الجواب: «كما بلونا» في الأصل هو جار ومجرور صفة لمصدر محذوف، فلما حذف المصدر ناب الجار والمجرور منابه فهو حينئذ في محل نصب والتقدير: إنا بلوناهم بلاءً مثل بلائنا أصحاب الجنة. و «إذ» ظرف لما مضى من الزمان متعلق ببلونا أصحاب الجنة، وجملة «أقسموا» في محل جر بإضافة «إذ» إليها. وجملة «ليصرمنها» جواب القسم فلا محل لها من الإعراب. «ولا يستثنون» في محل نصب على الحالية من فاعل «أقسموا».

(٢) سؤال: ما معنى «أن» في قوله: «أن اغدوا»؟ وما وجه تسمية الزرع حرثاً؟ وما إعراب «أن لا يدخلنها»؟

الجواب: معنى «أن» التفسير أي أنها بمعنى «أي». ووجه تسمية الزرع حرثاً هو كون الزرع حالّاً في الحرث ونابتاً فيه فهو مجاز مرسل.

أما إعراب «أن لا يدخلنها» فـ «أن» تفسيرية لا محل لها لتقدم معنى القول دون حروفه «يتخافتون». و «لا» ناهية، و «يدخلنها» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والهاء ضمير عائد إلى الجنة في محل نصب مفعول به.

(٣) سؤال: ما وجه تسميته ابتلاءً؟ وما رأيكم في كون البلوى على قريش بالقحط والحاجة التي حملتهم على الخروج بصناديدهم؟

الجواب: قد ظهر أن العلة والسبب في خيبة أمل أهل الجنة هو عزمهم وتصميمهم مع الحلف ليصرمنها مصبحين، وأيضاً مع اعتقادهم ويقينهم أن يصرموا الجنة ويحرموا المساكين، فخيب الله آمالهم فيما عزموا عليه وصمموا، وفيما حلفوا عليه، وعلى هذا فيكون الابتلاء لقريش هو بمثل ما ابتلي به أصحاب الجنة.

=