محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القلم

صفحة 491 - الجزء 4

  {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ٢٥}⁣(⁣١) انطلقوا وفي عزمهم الإصرار على منع العطاء والصدقة.

  {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ٢٦ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ٢٧} ولكنهم عندما وصلوا اندهشوا لما رأوا وأصابتهم الحيرة، وظنوا أنهم ضلوا عن طريقها، وعندما تحققوا وتأكدوا أنهم في الطريق الصحيح عرفوا أن الله سبحانه وتعالى قد حرمهم بساتينهم وثمارهم لسوء نياتهم.

  {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ٢٨}⁣(⁣٢) وكان أحدهم وهو أفضلهم قد نصحهم وأمرهم بترك ما عزموا عليه وذكِّرهم بالله فلم يلتفتوا إليه.

  {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ٢٩ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ٣٠ قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ٣١ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ٣٢} فاعترفوا بجرمهم منزهين الله عن أن يكون قد ظلمهم في ذلك، ولكن بعد أن فات الأوان، ولم يبق لهم إلا إلقاء المسؤولية واللوم على بعضهم البعض، ثم عرفوا بعد ذلك سوء أفعالهم، وأنهم قد طغوا وتكبروا حتى تسببوا في زوال نعيمهم وحرمان أنفسهم، وندموا على ما فرط منهم، واستغفروا الله تعالى على ذلك راجين منه أن يعوضهم.


(١) سؤال: هل تحليل الآية: أنهم بكَّروا قادرين على المنع وحرمان المساكين فيكون «على حرد» معلق بـ «قادرين» فما وجه تقدم المعمول؟

الجواب: تحليل الآية كما ذكرتم «على حرد» متعلق بقادرين، ووجه تقدمه كونه المقصود الأهم الذي سيقت له الجملة.

(٢) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا «ألم أقل لكم»؟ وما معنى «لولا» في قوله: «لولا تسبحون»؟ وهل هي في محل نصب مقول القول؟

الجواب: الاستفهام لتقرير ما بعد النفي، و «لولا» للتحضيض، والجملة: «ألم أقل لكم لولا تسبحون» في محل نصب مقول القول.