محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القلم

صفحة 494 - الجزء 4

  لكم حتى تنكروا ذلك الإنكار؟ هل أتاكم به رسول من عند الله تعالى وأخبركم أن لكم أن تختاروا ما شئتم وأردتم من الأديان؟

  {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ٣٩}⁣(⁣١) أم أن معكم عهوداً ومواثيق أخذتموها على الله تعالى حتى تنكروا هذا الإنكار، وتتمسكوا بعقائدكم هذا التمسك، وتأمنوا عذاب الله تعالى هذا الأمان؟

  {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ⁣(⁣٢) بِذَلِكَ زَعِيمٌ ٤٠} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يسألهم من المسؤول عن ذلك العهد، إن كان ثَمَّ عهد؟ ومن هو الكفيل به؟

  {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا⁣(⁣٣) بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٤١} أم أن لهم آلهة غير الله تعالى قد أتتهم بذلك؟ فإن كان كذلك فأمرهم يا محمد: أن يأتوا بآلهتهم، وأن يُروك آثار قدرتها وخلقها، وأن يأتوك بدلائل إلهيتها وشرائعها.

  {يَوْمَ⁣(⁣٤) يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ⁣(⁣٥) ٤٢


(١) سؤال: فضلاً ما موضع: «إن لكم لما تحكمون» إعرابياً؟

الجواب: لا موضع لذلك من الإعراب لكون الجملة جواباً للقسم.

(٢) سؤال: ما إعراب «أيهم»؟ وما محل جملته؟

الجواب: أيهم: استفهام مبتدأ، وجملته في محل نصب المفعول الثاني لسل.

(٣) سؤال: فما يكون معنى هذه الفاء؟

الجواب: هي الفصيحة.

(٤) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟ وما محل جملة «يكشف»؟ وجملة «ترهقهم ذلة» وجملة «وقد كانوا يدعون»؟

الجواب: العامل في الظرف «اذكر» محذوفاً، وجملة «يكشف عن ساق» في محل جر بإضافة يوم إليها، وجملة «ترهقهم ذلة» في محل نصب حال ثانية من نائب الفاعل في «يدعون» وجملة «وقد كانوا يدعون» في محل نصب من فاعل «يستطيعون».

(٥) سؤال: هل المراد بقوله: «فلا يستطيعون» نفي الاستطاعة عنهم؟ أم نفي نفع السجود لهم؟

الجواب: الظاهر أن المراد نفي الاستطاعة؛ لأن الملائكة هي التي تسيرهم وتقف بهم وتحركهم فهم محكومون بأوامر الملائكة، ودعوتهم إلى السجود لا يراد بها إلا السخرية والاستهزاء وزيادة الحسرة وعلى سبيل التقريع والتوبيخ والتعنيف.