محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القلم

صفحة 498 - الجزء 4

  نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ⁣(⁣١) ٤٩ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ٥٠} وذلك أن نبي الله يونس # كان يدعو قومه إلى عبادة الله والرجوع إليه وعندما لم ير منهم أي استجابة أو قبول أصابه الكلل والملل، وغضب عليهم، وخرج عنهم وتركهم، فعاتبه الله تعالى على ذلك وعاقبه بالسجن في بطن الحوت مدة من الزمان، فتداركه برحمته وشمله بلطفه لما أنه تاب إلى ربه واعترف بخطئه مناجياً لخالقه تلك المناجاة العظيمة، وقد امتلأ قلبه هماً وغماً، فحفظه حياً ثم أخرجه وبعثه إليهم مرة أخرى، فنهى الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ وحذره أن يفعل كفعله، وأن يمل من تبليغ رسالة ربه وإنذار قومه.

  {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ⁣(⁣٢) ٥١ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ٥٢} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن قريش، وعن شدة تمردهم وعنادهم بأن أبصارهم تكاد أن تقذف⁣(⁣٣) بمحمد ÷


(١) سؤال: يقال: ظاهر الآية ومعنى «لولا» وشرطها وجزائها أن يونس لم ينبذ بالعراء والآيات الأخرى في الصافات وغيرها أنه نبذ بالعراء وهو سقيم، فكيف ذلك؟

الجواب: نفي النبذ هنا متوجه إلى القيد «وهو مذموم» فلم ينبذ بالعراء في حال كونه مذموماً، فلا يعارض الآيات الدالة على أنه نبذ في العراء.

(٢) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذه الآية كاملة لكان مناسباً؟

الجواب: «وإن» إن مخففة من الثقيلة (مؤكدة) تنصب الاسم وترفع الخبر أو تكون مهملة، واسمها ضمير الشأن مقدر، «يكاد» مضارع من أفعال المقاربة، «الذين» في محل رفع اسم يكاد، «كفروا» جملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد الواو، «ليزلقونك» اللام لام التوكيد المزحلقة، «يزلقونك» فعل وفاعل ومفعول به، «بأبصارهم» جار ومجرور متعلق بـ «يزلقونك»، وضمير الجمع مجرور بالإضافة، «لما» ظرف زمان منصوب بـ «يزلقونك». «سمعوا الذكر» جملة من فعل وفاعل ومفعول، وهي في محل جر بإضافة «لما» إليها. «ويقولون إنه لمجنون» الجملة في محل نصب حالية من فاعل «يزلقونك»، وجملة إن واسمها وخبرها في محل نصب مقول القول.

(٣) سؤال: ما رأيكم في حمل البعض لقوله: «ليزلقونك» على العين التي تصدر من خبث النفس =