سورة الحاقة
  وكذا المؤتفكات وهي قرى قوم لوط عندما كذبوا برسلهم وتمردوا عليهم، وأصروا على كفرهم وضلالهم، وأنكروا البعث والحساب - أخذهم الله سبحانه وتعالى بالعذاب الشديد، ودمرهم وأهلكهم، والرابية: الزائدة التي لا قدرة لأحد على تحمل شدتها؛ لأن أخذ الله ليس كأخذ غيره. ومعنى «بالخاطئة»: بالمعصية الكبيرة.
  {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ١١ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢} ثم تمنن الله سبحانه وتعالى على بني آدم حين حفظ لهم أباهم(١) نوحاً # وأولاده عندما حملهم في السفينة، ونجاهم من الغرق حين غطى جميع الأرض بالماء، وجعل لهم أيضاً فيما جرى على قوم نوح عظة وعبرة ليعتبروا ويتعظوا بها، ويحذروا أن يفعلوا كفعلهم، ثم أخبر الله تعالى أنه لن يعي ذلك ويعتبر به إلا من كان ذا عقل راجح يعي ما سمع(٢).
  {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣}(٣) ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يتذكروا يوم القيامة، وأنه عندما يحين موعدها فسيرسل عليهم صيحة واحدة تقضي على كل من في الأرض والسماء من الأحياء، والصور أراد به صور المخلوقات(٤).
(١) سؤال: هل تقصدون أن هناك مضافاً محذوفاً في «حملناكم» أي: حملنا آباءكم أم كيف؟
الجواب: المعنى هو على تقدير المضاف الذي ذكرتم.
(٢) سؤال: هل تقصر الأذن الواعية على ما ورد في الروايات المتظافرة أنها أذن علي # أم ترون تعميمها؟
الجواب: علي # هو المراد أولاً فلم يكن في أصحاب الرسول ÷ أوعى منه وأحفظ لما جاء به رسول الله ÷، ولورود الروايات الكثيرة أنه المراد في هذه الآية، ثم يدخل بعد ذلك من كان ذا أذن واعية من الصحابة وغيرهم.
(٣) سؤال: ما إعراب «نفخة واحدة»؟
الجواب: «نفخة» نائب فاعل لنفخ، «واحدة» صفة مؤكدة.
(٤) سؤال: يقال: كيف صور المخلوقات وهم لا زالوا أحياء فهو غير متعقل؟ وما المانع من جعله آلة كما مر في «الناقور» ويكون علمها عند الله؟
=