محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المعارج

صفحة 512 - الجزء 4

  {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ٨ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ٩ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ١٠} وسيحل⁣(⁣١) موعد القيامة الذي أنكروه حين يختل نظام الكون وتتهاوى أجرام السماء، وتصير السماء فيه كالزيت الذي يغلي، والجبال كالصوف المتطاير في الهواء، وإذا حلت القيامة انشغل كل واحد بنفسه فلا يلتفت إلى صديقه ولا يكلمه⁣(⁣٢).

  {يُبَصَّرُونَهُمْ}⁣(⁣٣) من شدة الهول فإن الملائكة ستُبَصِّرُ المجرمَ أخاه وصاحبه وتُعرِّفه إياه، ولكنه لا يلتفت إليه أو ينتبه له من الدهشة التي امتلأ بها قلبه والفزع الذي يعتريه.

  {يَوَدُّ⁣(⁣٤) الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ⁣(⁣٥) بِبَنِيهِ ١١ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ١٢ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ١٣ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤}⁣(⁣٦) ثم وصف الله


(١) سؤال: فما هو العامل اللفظي في «يوم»؟

الجواب: قد يكون بدلاً من الهاء في «نراه» أو معمولاً لـ «يقع» محذوفاً.

(٢) سؤال: هل هذا بالنسبة للمجرمين أم أنه عام فكيف نجمع بينه وبين أمثال: {فَاطَّلَعَ فَرَأَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ٥٥ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ٥٦}⁣[الصافات]؟

الجواب: المراد هنا المجرمون إذ السياق فيهم؛ لذلك قال: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي ..} وحينئذ فلا إشكال ولا تعارض بين هذا وبين ما ذكرتم.

(٣) سؤال: هل الجملة هذه ابتدائية أم لها محل فما هو؟ وما إعراب أجزائها؟

الجواب: «يبصرونهم» مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعل، والهاء مفعول به ثان، ولا محل للجملة من الإعراب؛ لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٤) سؤال: ما موضع هذه الجملة؟

الجواب: يصح أن تكون في موضع نصب حالاً من نائب فاعل «يبصرونهم» أو من مفعوله، والرابط مقدر أي: منهم. ويصح أن تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً.

(٥) سؤال: ما إعراب «يومئذ» على قراءة نافع بنصب «يوم»؟

الجواب: نصب اليوم في قراءة نافع هو فتحة بناء، وبني لإضافته إلى مبني، ومثل هذا يجوز فيه الإعراب والبناء.

(٦) سؤال: علام عطف «ثم ينجيه»؟ وأين فاعل «ينجيه»؟

الجواب: عطف قوله: «ثم ينجيه» على «لو يفتدي من عذاب ..» أي: ثم لو ينجيه، و «ثم» لاستبعاد الإنجاء، وفاعل ينجيه هو الافتداء أي: ثم لو ينجيه الافتداء.