سورة المعارج
  بأنه هلوع، ثم فَسّر الهلوع بأنه الذي إن مسه شر أو نزل به مكروه أصابه اليأس من رحمة الله تعالى، وإن نزل به خير وأسبغ الله سبحانه وتعالى عليه رزقه بخل بما عنده، ومنع الفقراء حقوقهم.
  ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من بني الإنسان أولئك الذين يحافظون على أداء ما افترض الله عليهم من الواجبات، ويؤدون زكاة أموالهم، ويصرفونها حيث أمرهم الله سبحانه وتعالى.
  والسائل: هو الذي يسأل الناس الصدقة، والمحروم: هو الذي يتعفف عن السؤال.
  ومن صفتهم أيضاً أنهم يؤمنون بالغيب، ويصدقون باليوم الآخر، ويخافون عذاب الله تعالى، ولا يزالون متهمين لأنفسهم بالتقصير في حق الله تعالى إلى أن يأتيهم الموت.
  {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٢٩ إِلَّا عَلَى(١) أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ٣٠ فَمَنِ(٢) ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ٣١}(٣) ومن
= خائفون مشفقون. وقوله: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ٢٨} يدل على ما ذكرنا وأن هذا لا يقال إلا لمن كثرت أعماله وعظم رجاؤه.
(١) سؤال: ما الوجه في استخدام حرف الجر «على» في الاستثناء وكان القياس «مع» أو «عن» أو «في»؟
الجواب: في ذلك أوجه من الإعراب ذكرها المعربون:
١ - الفراء: «على» بمعنى «من» أي: إلا من أزواجهم.
٢ - «على أزواجهم» متعلق بمحذوف حال أي: إلا والين أو قوامين على أزواجهم، فهذان وجهان مما ذكروا.
(٢) سؤال: ما الوجه في استخدام الفاء هنا؟
الجواب: جاءت الفاء لعطف الجملة: «فمن ابتغى وراء ذلك ..» على جملة «فإنهم غير ملومين».
(٣) سؤال: لو قال أحد الإمامية لمرشد: المرأة المتمتَع بها عندنا زوجة من سائر الزوجات، فلا يصح أن تستدلوا على تحريمها بقوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ...}، فكيف يجيب عليه المرشد؟
=