سورة الجن
  كان رجال من الإنس يستعيذون ويستجيرون بهم، ويقال: إن المشركين كانوا إذا مروا على وادٍ قالوا: نستجير برب هذا الوادي من شر صغاره، يريدون برب الوادي كبير الجن وزعيمهم في ذلك الوادي.
  {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ٧} وهذا من كلام الجن الذين أسلموا، فقالوا: إن مشركي الجن يظنون مثل ما يظن مشركو(١) الإنس أن لا بعث ولا حساب، ويستبعدون ذلك أشد الاستبعاد.
  {وَأَنَّا لَمَسْنَا(٢) السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا(٣) وَشُهُبًا ٨ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ٩} وأخبروا(٤) أنهم صعدوا إلى السماء فلم يستطيعوا أن يصلوا إلى الملأ الأعلى ليستمعوا إليهم لما
=
الجواب: في الكشاف: الرهق: غشيان المحارم وغشيان المحارم طغيان، ويجوز عود الضمير المنصوب في «فزادوهم» إلى الإنس، ولا مانع من ذلك.
(١) سؤال: يقال: فَلِمَ أتوا بضمير المخاطب وهم لم يخاطبوا مشركي الإنس وذلك في قوله: «كما ظننتم»؟
الجواب: هذا التفسير بناءً على أن الآية من جملة الوحي لا من قول الجن، ويصح أن تكون من قول الجن ويكون المعنى: أن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن.
(٢) سؤال: هل أخذت من اللمس أم من ماذا؟
الجواب: «لمسنا» من اللمس وهو المس استعير للطلب؛ لأن الماس طالب متعرف، أفاد ذلك الكشاف.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «حرساً شديداً»؟ ولم أفرد «شديداً»؟
الجواب: «حرساً» تمييز نسبة. «شديداً» نعت. و «حرساً» اسم جمع كخدم، ولفظه مفرد فوصف بمفرد نظراً لظاهر اللفظ.
(٤) سؤال: هل نقول إن الإخبار للإنس كرسالة من الجن إليهم وبه ينحل الإشكال في «ظننتم» أم كيف؟
الجواب: قد بينا جواب الإشكال في السؤال السابق بأن التفسير لظننتم مبني على أن الآية من جملة الوحي في قوله: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ...} وأنهم ظنوا - أي: الجن - كما ظننتم أيها الإنس، وذكرنا أيضاً أنه يصح أن يكون «ظننتم» من كلام الجن، ويكون الخطاب من بعضهم لبعض أي: أن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن.