سورة الجن
  جعل الله سبحانه وتعالى عليها من الحراسة المشددة بالشهب والملائكة، وتعجبوا من ذلك الحدث؛ إذ كانوا من قبل لا يجدون شيئاً من ذلك عندما يصعدون إلى السماء ليستمعوا ما يدور بين الملائكة هناك.
  {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ(١) بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ١٠} وأخبروا أنهم تعجبوا من ذلك وتساءلوا عن السبب وراء ذلك، هل أراد الله سبحانه وتعالى بذلك الخير لأهل الأرض، أم أراد بهم الشر؟
  ولكنهم عندما سمعوا النبي ÷ يتلو القرآن عرفوا(٢) السر وراء ذلك، وأن الله سبحانه وتعالى قد أراد بذلك الخير لأهل الأرض.
  ولم يمنعهم الله سبحانه وتعالى من استراق السمع إلا حين(٣) بعث محمداً ÷.
  {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ١١}(٤) وأخبروا أنهم مثل الإنس فيهم الصالحون وفيهم الطالحون، وأنهم قد افترقوا واختلفوا إلى مذاهب متعددة وفرق شتى.
(١) سؤال: ما إعمال «أشر أريد»؟
الجواب: الهمزة للاستفهام «شر» مبتدأ، وجملة «أريد» في محل رفع خبر.
(٢) سؤال: فضلاً من أين نستنتج هذا؟
الجواب: قد كان ذلك منهم قبل أن يستمعوا القرآن فلما سمعوا القرآن اكتشفوا السر.
(٣) سؤال: يقال: من أين يتضح لنا تحديد هذا الزمان وظاهر الآية أن المنع وقت استماعهم حاصل؟
الجواب: توضح لنا ذلك من إخبارهم في هذه الآيات بأنهم كانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن أي: وقت مبعث النبي أو من قبيل مبعثه إلى وقت تكلمهم هذا.
(٤) سؤال: ما محل جملة «منا الصالحون»؟ وما وجه فصل جملة «كنا طرائق قدداً»؟ ومن أين اشتق قوله: «قدداً»؟
الجواب: «منا الصالحون» في محل رفع خبر «إن»، ووجه الفصل لجملة «كنا طرائق قدداً» كونها بمنزلة البدل مما قبلها، و «قدداً» جمع قِدَّة، مأخوذ من: قَدَّ إذا قطع.