سورة الجن
  السجود لا ينبغي أن يكون إلا له وحده خالصاً، ولا يشركوا في عبادتهم غيره.
  {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ١٩(١) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ٢٠ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا(٢) ٢١ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ٢٢ إِلَّا بَلَاغًا(٣) مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣} استنكر المشركون على النبي ÷ عندما قام يدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، وعدم الشرك به، واجتمعوا عنده وتزاحموا عليه.
  ومعنى «لبداً»: متراكمين من ازدحامهم على النبي ÷ متعجبين مما يدعوهم إليه، وتجمعهم ذلك حوله إنما هو تجمع استنكار واستهزاء وكفر وتكذيب، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يقول لهم: إني لم آتكم بمنكر إنما أعبد ربي الذي خلقني ورزقني وحده، ولا أشرك معه في العبادة أحداً، وليس بقدرتي أن أدخلكم في الهدى أو في الضلال حتماً؛ إنما كلفني ربي بإبلاغ رسالاته إليكم، وأوجب ذلك
(١) سؤال: ما نوع اسميتها؟ ومم أخذت؟
الجواب: «لبداً» جمع لِبدة بكسر اللام وهي ما تلبد بعضه على بعض، ومنه لِبدة الأسد وهي الشعر المتراكم على كتفيه.
(٢) سؤال: ما وجه المقابلة من الضر والرشد في قوله: «ضراً ولا رشداً»؟
الجواب: الرشد هو النفع بدليل مقابلة الصبر بالنفع في مواضع من القرآن.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «إلا بلاغاً»؟ وما نوع اسمية «بلاغاً»؟ وعلام عطف «ورسالاته» فهو غير متضح؟
الجواب: «إلا بلاغاً» استثناء منقطع أي لكن أملك بلاغاً أي: أنه ÷ ليس مكلفاً إلا بالبلاغ لرسالات ربه، وقد أجازوا أن يكون الاستثناء متصلاً بأن يكون و «إلا بلاغاً» مستثنى من «ملتحداً» أي: لن أجد من دون الله ملجأ ومعتصماً أعتصم به إلا تبليغ رسالة الله فإن لم أبلغها فلن أجد من عذاب الله مأمناً آوي إليه. و «بلاغاً» يراد به التبليغ فهو اسم مصدر، «ورسالاته» معطوفه على «بلاغاً» كأنه قال: لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالات.