محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجن

صفحة 535 - الجزء 4

  علي وحتمه ولن يدفع عني عذاب الله أحد إن أنا عصيته، ولن أجد لي ملجأً أهرب إليه وأختفي فيه من عذاب الله، وسلامتي من عذاب الله هي في تبليغي لرسالات الله وتنفيذ أمره، فأنا رسول الله إليكم، ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ⁣(⁣١) مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ٢٤} استكبر المشركون عن الإيمان برسالة محمد ÷ واستنكفوا من اتباعه، واستنكروا كيف يتبعونه وهم أهل الكثرة والمال والجاه والقوة، فأخبرهم الله سبحانه وتعالى أنهم سيعلمون مَنِ الضعيف ومن القوي عندما يرون عذاب الله سبحانه وتعالى نازلاً بهم، وسيعرفون حينئذ أن النبي ÷ هو الأقوى، وأنهم أذلاء قليلون مستضعفون.

  {قُلْ⁣(⁣٢) إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ٢٥ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا


(١) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وما إعراب «من أضعف ناصراً»؟

الجواب: الفاء هنا سببية رابطة للجواب بالشرط، «من» اسم استفهام مبتدأ، «أضعف» خبره، والجملة في محل نصب معلقة بالاستفهام ويجوز أن تكون «من» موصولة، وأضعف: خبر مبتدأ محذوف، والجملة صلة الموصول. و «ناصراً» تمييز.

(٢) سؤال: ما معنى «إن» هنا؟ وأين مفعولا «إن أدري»؟ وما إعراب «ما توعدون» و «عالم الغيب» و «من رسول» و «رصداً» و «ليعلم أن قد ابلغوا»؟ وأين فاعل «يسلك»؟ وما وجه تنكير «أمداً»؟

الجواب: «إن» نافية و «أدري» معلقة عن العمل في لفظ مفعوليها بالاستفهام، «ما توعدون» ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ، و «قريب» خبره مقدم والجملة في محل نصب مفعول «أدري»، و «عالم الغيب» بدل من ربي، ويجوز أن يكون خبراً لمبتدأ محذوف أي: هو عالم الغيب، و «من رسول» متعلق بمحذوف حال من الضمير المنصوب المقدر في «ارتضى» إذ التقدير: ارتضاه، و «رصداً» مفعول به لرصدا، و «ليعلم أن قد أبلغوا ..» اللام للتعليل متعلقة بقوله: «يسلك» ويعلم منصوب بأن مضمرة وأن والفعل في تأويل مصدر مجرور باللام =