محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المزمل

صفحة 545 - الجزء 4

  يجب عليهم من الزكاة في أموالهم حيث أمرهم، وأن ينفقوا⁣(⁣١) شيئاً منها في سبيل الله تعالى ونشر دينه.

  {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا⁣(⁣٢) وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٢٠} ثم أخبرهم أن كل ما يقدمونه من خير أو عمل بر فإنهم لا بد أن يجدوا ثوابه، ولا بد أن يجازيهم عليه أضعافاً مضاعفة، ثم بعد ذلك أمرهم أن يداوموا على الاستغفار لما جبلوا عليه من الخطأ والغفلة والنسيان⁣(⁣٣)، فلا بد أن تقع منهم الزلات والهفوات، وأن يحصل منهم تقصير وتفريط، فأمرهم بذلك ليتداركوا بالاستغفار ما فرط منهم من التقصير والغفلة.

  * * * * *


(١) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن هذا الإنفاق غير الزكاة بقرينة ذكره معها وبحرف العطف المقتضي للتغاير في الأصل فكيف توجهون ذلك؟

الجواب: هناك إنفاق واجب غير الزكاة إلا أنه ليس محدداً في كميته كالزكاة؛ كالنفقة على الزوجة والأولاد والأبوين العاجزين و ... إلخ، وكالنفقة على النفس والخيل في سبيل الله.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا

الجواب: «من خير» متعلق بمحذوف حال مبينة لإبهام «ما» الشرطية، «تجدوه» فعل مضارع مجزوم جواب شرط جازم، والواو فاعل والهاء مفعول به، «عند الله» ظرف لتجدوه، «هو» ضمير فصل لا محل له من الإعراب، «خيراً» المفعول الثاني لتجدوه، «وأعظم» معطوف على خيراً، «أجراً» تمييز.

(٣) سؤال: يقال: إذا كانوا مجبولين على هذه الأشياء فلا يحتاجون إلى الاستغفار منها؟

الجواب: حق الله عظيم، ولا يؤدي المؤمن وإن اجتهد ما يجب لله تعالى من الذكر والعبادة والطاعة، مع ما فيه من طبيعة الغفلة والنسيان فأمر الله تعالى بالاستغفار لذلك، فالإنسان وإن كانت طبيعته الغفلة والنسيان إلا أنه يمكنه أن يمنع ذلك أو أن يقل من حدوث ذلك.