سورة المدثر
سورة المدثر
  
  {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنْذِرْ ٢} قيل: إن أول سورة نزلت في القرآن هي سورة المدثر، وفي رواية أنها سورة العلق، وفي رواية أنها سورة الفاتحة.
  وقد نزل جبريل # على النبي ÷ وهو حينها مشتمل بثيابه فأمره بأمر من الله سبحانه وتعالى بالقيام والنهوض لإنذار قومه فقد حان وقت ذلك، وأن يبلغهم رسالة ربهم، ويحذرهم نزول عذابه بهم إن لم يقلعوا عن شركهم وضلالهم.
  {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ٣}(١) وأمره أيضاً أن يخص الله سبحانه وتعالى وحده بالتعظيم والتكبير، لأنه وحده الذي يستحق ذلك الإجلال والتعظيم.
  {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ٤ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} نزه نفسك عن أقذار(٢) الشرك والجاهلية؛
(١) سؤال: لو تفضلتم بتفصيل إعراب هذه الآية لكان مناسباً؟
الجواب: الواو حرف عطف، «ربك» منصوب وناصبه الفعل الذي بعده، وهو مضاف إلى الكاف، «فكبر» الفاء زائدة عند بعضهم وعند آخرين أنها واقعة في جواب «أما» الشرطية مقدرة أي: وأما ربك فكبر، وعند غيرهم أنها عاطفة على فعل مقدر أي: تنبه فكبر أو نحو ذلك، «كبر» فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوباً.
(٢) سؤال: ما الوجه في صرفها عن الحقيقة إلى المجاز؟ وعلى الأمرين ما الذي يفيدنا تقديم المعمول «ثيابك»؟
الجواب: الوجه في العدول إلى المعنى المجازي (الكناية) هو أن طهارة الجسم والثياب أمر فطري في الناس فقد كان المشركون ينظفون ثيابهم وأبدانهم وإلى اليوم أهل الكفر يتنظفون ويتحرزون عن القذر الظاهر في أبدانهم وثيابهم، والمقام الذي جاءت فيه السورة لا يستدعي ذكر الأمر بالمعنى الحقيقي فالسورة مكية والنبي ÷ والمشركون في صراع محتدم وجدال حاد على التوحيد والشرك؛ لذلك فالقرينة على ما ذكرنا حالية. وتقديم المعمول «ثيابك» يفيد الاختصاص أي: خص ثيابك بالتطهير، وكذلك في «وربك فكبر»، «والرجز فاهجر» أي: خص ربك بالتكبير، وخص الرجز بالهجر.