محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المدثر

صفحة 547 - الجزء 4

  أراد بذلك الطهارة المعنوية من الذنوب وأوساخ الجاهلية. والرجز هو أرجاس⁣(⁣١) الجاهلية التي كانوا عليها من عبادة الأصنام والاستقسام بالأزلام و ... إلخ.

  {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ⁣(⁣٢) ٦} ونهاه أيضاً عن المن عند إخراج شيء من ماله، وأن لا يعطي شيئاً يبتغي به الكثرة والعوض عليه⁣(⁣٣).

  {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ٧} وأنذر قومك وبلغهم واصبر على ما أصابك في سبيل ذلك، وأحتسب أجرك عند الله تعالى.

  {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ⁣(⁣٤) يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ


(١) سؤال: يقال: إذا كان هذا هو معناه فستصير الآية: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} كالتأكيد للآية قبلها أم لها مخرج آخر فما هو؟

الجواب: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} هو كالتأكيد سواء حمل ذلك على المعنى الحقيقي أم المجازي، ولا مانع من التأكيد.

(٢) سؤال: ما الوجه في عدم جزمها في جواب النهي؟

الجواب: الوجه في قراءة الرفع في «تستكثر» هو القصد إلى النهي عن المن والاستكثار من حيث كونه قيداً للنهي عن المن، وقد قرئ بجزم «تستكثر» في جواب النهي فيكون المعنى: إن لا تمنن تستكثر من الحسنات والثواب.

(٣) سؤال: فهل يؤخذ من هذا أن العطاء مع إرادة المكافأة من المعطى غير حسن أم لا؟ مع التعليل؟

الجواب: قد قيل: إن هذا خاص بالنبي ÷ لأن الله تعالى اختار له أعلى الفضائل وأكملها، وعلى هذا فلا يؤخذ منه المنع بالنسبة لنا، وهذا التوجيه الذي قيل به في هذه الآية توجيه حسن؛ لأن النبي ÷ قد كان كما وصفه ربه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم]، مع أن في ذلك مناسبة لنفوذ دعوته وقبولها فتكون العلة في هذا كالعلة في تحريم الزكاة عليه ÷.

(٤) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟ وبم تعلق قوله «على الكافرين»؟

الجواب: «يومئذ» بدل من «ذلك» فلا يحتاج إلى متعلق؛ لأنه مرفوع والفتح فتح بناء لإضافته إلى مبني، ويجوز تقديره ظرفاً لعسير. و «على الكافرين» متعلق بـ «عسير»، و «غير يسير» صفة ثانية ليوم، والله أعلم.