سورة المدثر
  أراد بذلك الطهارة المعنوية من الذنوب وأوساخ الجاهلية. والرجز هو أرجاس(١) الجاهلية التي كانوا عليها من عبادة الأصنام والاستقسام بالأزلام و ... إلخ.
  {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ(٢) ٦} ونهاه أيضاً عن المن عند إخراج شيء من ماله، وأن لا يعطي شيئاً يبتغي به الكثرة والعوض عليه(٣).
  {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ٧} وأنذر قومك وبلغهم واصبر على ما أصابك في سبيل ذلك، وأحتسب أجرك عند الله تعالى.
  {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ(٤) يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ
(١) سؤال: يقال: إذا كان هذا هو معناه فستصير الآية: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} كالتأكيد للآية قبلها أم لها مخرج آخر فما هو؟
الجواب: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} هو كالتأكيد سواء حمل ذلك على المعنى الحقيقي أم المجازي، ولا مانع من التأكيد.
(٢) سؤال: ما الوجه في عدم جزمها في جواب النهي؟
الجواب: الوجه في قراءة الرفع في «تستكثر» هو القصد إلى النهي عن المن والاستكثار من حيث كونه قيداً للنهي عن المن، وقد قرئ بجزم «تستكثر» في جواب النهي فيكون المعنى: إن لا تمنن تستكثر من الحسنات والثواب.
(٣) سؤال: فهل يؤخذ من هذا أن العطاء مع إرادة المكافأة من المعطى غير حسن أم لا؟ مع التعليل؟
الجواب: قد قيل: إن هذا خاص بالنبي ÷ لأن الله تعالى اختار له أعلى الفضائل وأكملها، وعلى هذا فلا يؤخذ منه المنع بالنسبة لنا، وهذا التوجيه الذي قيل به في هذه الآية توجيه حسن؛ لأن النبي ÷ قد كان كما وصفه ربه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم]، مع أن في ذلك مناسبة لنفوذ دعوته وقبولها فتكون العلة في هذا كالعلة في تحريم الزكاة عليه ÷.
(٤) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟ وبم تعلق قوله «على الكافرين»؟
الجواب: «يومئذ» بدل من «ذلك» فلا يحتاج إلى متعلق؛ لأنه مرفوع والفتح فتح بناء لإضافته إلى مبني، ويجوز تقديره ظرفاً لعسير. و «على الكافرين» متعلق بـ «عسير»، و «غير يسير» صفة ثانية ليوم، والله أعلم.