سورة المدثر
  وجعله من أشراف مكة وعظمائها حتى رشحه أهل مكة للنبوة، وذلك عندما اعترضوا على الله سبحانه وتعالى وضعها في محمد ÷، واقترحوا على الله تعالى أن يضعها في رجل من القريتين - إن أراد أن يؤمنوا ويصدقوا - إما الوليد بن المغيرة هذا، وإما عمرو بن مسعود الثقفي من كبار ثقيف.
  {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ١٥ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ١٦} ولا زال بعد كل ذلك طامعاً في زيادة المال والثراء والأولاد، فرد الله سبحانه وتعالى عليه بالزجر وأنه لن يزيده على ما معه شيئاً لعناده وتمرده على الله تعالى(١).
  {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ١٧(٢)} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه سيعذبه بالصعود في جبل من نار في جهنم خالداً في ذلك العذاب مخلداً.
  {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ(٣) ١٨ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ١٩ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ٢٠ ثُمَّ نَظَرَ ٢١ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ٢٢ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ٢٣ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤(٤) إِنْ هَذَا
(١) سؤال: فما يكون موضع المصدر «أن أزيد»؟
الجواب: موضعه الجر بـ «في» محذوفة أو النصب بنزع الخافض.
(٢) سؤال: علام انتصب «صعوداً»؟ وما نوع اسميته؟ وهل الإرهاق في الآية بمعنى الإتعاب؟
الجواب: انتصب «صعوداً» على أنه مفعول ثان لأرهقه لتضمنه معنى: أكلفه، و «صعوداً» اسم للعقبة الشاقة، والإرهاق بمعنى الإتعاب من حيث إنه يستعمل في إدخالك الشيء في أمر متعب أو شديد أو مكروه، لأن لفظ الإرهاق بمعنى الإتعاب.
(٣) سؤال: ما معنى التقدير في قوله «وقدر»؟ ومم أخذ؟
الجواب: «قدر» بمعنى: هيأ في نفسه الكلام المناسب الذي يقبل ويروج، وهو مأخوذ من قدَّر الثلاثي يقدر تقديراً فيقال مثلاً: فلانة حسنة التقدير لطعام الضيوف إذا كانت تصنع للضيوف ما يكفيهم من الطعام أو فوق كفايتهم بقليل.
(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب «كيف قدر»؟ وما وجه العطف بـ «ثم» في قوله: «ثم قتل كيف قدر»؟ وما إعمال «إن هذا إلا سحر يؤثر»؟ ومم أخذت لفظة «بسر»؟
الجواب: «كيف» اسم استفهام في محل نصب حال من فاعل «قدر» والاستفهام بمعنى التعجب، ووجه العطف بـ «ثم» هو لإفادة التفاوت في بلاغة ما بعدها عما قبلها. «إن» نافية، «هذا» اسم إشارة مبتدأ، «إلا» أداة استثناء. «سحر» خبر المبتدأ والاستثناء مفرغ. «وبسر» مأخوذ من بسر بسوراً، وبسر بمعنى: عبس.