سورة الإنسان
  عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ٦}(١) وأما الذين شكروا الله سبحانه وتعالى وانقادوا لما أمرهم به واستجابوا لأنبيائهم ورسلهم فقد أعد الله سبحانه وتعالى لهم النعيم الدائم في جنات النعيم يأكلون ويشربون ويتمتعون، وقد خص الله تعالى الكافور هنا لما كان العرب يستطيبونه ويتلذذون برائحته بين شرابهم، وإلا ففيها غير ذلك من أنواع الملذات والمشروبات التي لا تخطر ببال، وقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى عيناً في الجنة يفجرونها بأيديهم، ويتنعمون بالشرب منها.
  {يُوفُونَ(٢) بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ٧ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى(٣) حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا(٤) يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب فيما أعد لهم من النعيم: وهو أنهم كانوا يوفون بنذورهم
(١) سؤال: ما محل جملة «يفجرونها تفجيراً»؟ ولم فصلت عن التي قبلها؟
الجواب: جملة «يفجرونها تفجيراً» حال من «عباد الله» لذلك كانت مفصولة.
(٢) سؤال: هل هذه الجملة استئنافية بيانية أم ماذا؟
الجواب: نعم هي استئناف بياني في جواب سؤال مقدر.
(٣) سؤال: هل «على» هنا بمعنى «مع» أو حالة محلها ولماذا؟ وما الإعراب الدقيق في قوله: «الطعام»؟
الجواب: «على» هي بمعنى «مع» أي: مع حب الطعام، أو بمعنى اللام إذا قدرنا الضمير لله أي: لحب الله، و «الطعام» مفعول به ثان ليطعمون أي: الخبز ونحوه.
(٤) سؤال: هل جملة «إنما نطعمكم» في محل نصب مقول قول محذوف؟ وما السر في فصل جملة «لا نريد منكم جزاءً» عنها؟ وأيضاً ما وجه فصل جملة «إنا نخاف من ربنا» مع إمكان وصلها؟ وما موضع «من ربنا» الإعرابي؟
الجواب: «إنما نطعمكم لوجه الله ..» في محل نصب مقول لقول محذوف، وفصلت جملة «لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً» عنها لكونها بمنزلة البدل مما قبلها، وفصلت جملة: «إنا نخاف من ربنا» لكونها تعليلاً لما قبلها، ومحل «من ربنا» النصب حالاً من «يوماً عبوساً ...».