محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإنسان

صفحة 568 - الجزء 4

  ويخافون يوم القيامة وما فيه من الشرور الفاشية المتسعة، وقد روي أنها نزلت في علي وفاطمة @ وجارية لهم كان اسمها فضة نذروا لله بصيام فوفوا بنذرهم ذلك على الرغم مما نزل بهم من البلوى في طعامهم، وكان قد جاءهم مسكين يطرق بابهم في اليوم الأول فأعطوه عشاءهم تلك الليلة، وتركوا أنفسهم من دون زاد، وفي اليوم الثاني أتاهم يتيم كذلك فتصدقوا عليه بعشاء تلك الليلة وباتوا صياماً من دون زاد، وفي اليوم الثالث طرق بابهم أسير جائع فآثروه بعشاء تلك الليلة فباتوا الليلة الثالثة من دون زاد، فمضى عليهم ثلاث ليال وصاموا ثلاثة أيام من دون زاد فأثنى الله سبحانه وتعالى عليهم ومدحهم إذ آثروا على أنفسهم وتصدقوا بطعامهم خالصاً لوجه ربهم، متقربين إليه ليدفع عنهم شر يوم القيامة وأهواله. والعبوس: هو الشديد الذي تكلح فيه الوجوه لشدته، والقمطرير⁣(⁣١): مبالغة في الشدة.

  {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢}⁣(⁣٢) فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد قبل منهم صدقتهم وقربتهم، وأنه قد وقاهم شر ذلك اليوم، وسيجعل لهم نوراً يستضيئون به يوم القيامة، وسروراً وجمالاً في وجوههم، وأنه سيجازيهم على صبرهم ذلك بالنعيم الدائم في الجنة.

  {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا⁣(⁣٣) ١٣ وَدَانِيَةً


(١) سؤال: مم أخذت هذه اللفظة؟

الجواب: قال الزجاج: يقال: قمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قُطريها أي: جانبيها فعلى هذا فلفظة «قمطريراً» مأخوذة من القُطر الذي هو الجانب بزيادة الميم. هذا معنى كلامه.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «بما صبروا»؟ وما وجه عطف «حريراً» على جنة؟

الجواب: الباء حرف جر، و «ما» مصدرية مسبوكة مع ما بعدها بمصدر أي: بصبرهم، و «حريراً» مفعول به لفعل محذوف أي: وألبسهم حريراً فهو من عطف الجمل مثل قوله: علفتها تبناً وماءً بارداً، أي: وسقيتها ماءً بارداً.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «متكئين»؟ وما محل جملة «لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً»؟ وعلام عطف قوله: «ودانية»؟

=