محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإنسان

صفحة 569 - الجزء 4

  عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ١٤ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ١٥ قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ⁣(⁣١) قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ١٦} ثم وصف الله سبحانه وتعالى ذلك النعيم الذي سيعطيهم في الجنة بأنهم سيتلذذون بأطيب المآكل والمشارب، وسيأكلون من أطيب الفواكه والثمار التي قد تدلت ودنت إليهم يتناولونها بأيديهم، ويقطفونها وهم جالسون على أرائكهم ومقاعدهم من دون تعب أو مشقة تلحقهم، وقد سخر الله سبحانه وتعالى لهم الغلمان الذين يقومون على خدمتهم، ويغدون ويروحون عليهم بأنواع المأكولات والمشروبات التي يقدمونها لهم في آنية الفضة، ويسقونهم أنواع الشراب في كؤوس من فضة قد قدرها الغلمان لهم على قدر ري الشاربين وشهوتهم. والزمهرير: هو شدة البرد.

  {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا⁣(⁣٢) ١٧ عَيْنًا⁣(⁣٣) فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ١٨} ذكر الله سبحانه وتعالى الزنجبيل؛ لأن العرب كانت تستطيبه وتتلذذ به، يخلط به شرابهم الذي أعد لهم من عين في الجنة تسمى سلسبيلا.


=

الجواب: «متكئين» حال من الضمير المنصوب في جزاهم، وجملة «لا يرون فيها ..» في محل نصب حال أخرى من الضمير المنصوب أيضاً، «ودانية» معطوف على «متكئين» أو على محل «لا يرون فيها». وفائدة العطف بالواو في «ودانية» هي الجمع بين الاتكاء ودنو الظل أي: حال كونهم جامعين بين الاتكاء والظل.

(١) سؤال: ما إعراب «قواريرا من فضة»؟ وهل تطلق القوارير على غير الزجاج لغة حتى جعلها من فضة أم كيف؟

الجواب: القارورة: إناء صاف توضع فيه الأشربة؛ لذلك صح إطلاقها على ما صفي من الفضة مثل صفاء الزجاج. و «قواريرا من فضة» بدل من «قواريرا».

(٢) سؤال: هل تتنوع لهم الكؤوس من الممزوجة بالزنجبيل إلى الممزوجة بالكافور أم كيف؟

الجواب: تدل هذه الآية والآية الأولى على تنوع الكؤوس بالكافور مرة وبالزنجبيل أخرى.

(٣) سؤال: ما إعراب «كأساً» و «عيناً»؟

الجواب: «كأساً» مفعول به، و «عيناً» بدل من «كأساً».