محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإنسان

صفحة 570 - الجزء 4

  {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ١٩} ويدور على خدمتهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المنثور في أوساطهم من عظمة جمالهم وصفاء خلقتهم. ومعنى التخليد في حقهم: هو كونهم محلون تحلية تزينهم.

  {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ⁣(⁣١) رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ٢٠} وإذا جلت بنظرك هنا وهناك في أرجاء الجنة فإن عينك لن تقع إلا على الملك الواسع والنعيم الذي أعده الله تعالى لأهل الجنة.

  {عَالِيَهُمْ⁣(⁣٢) ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ⁣(⁣٣) وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ٢١ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ٢٢} وقد ألبسهم الله سبحانه وتعالى فيها أفخر الثياب من الحرير السندس والإستبرق، الخفيف والغليظ، وقد حلاهم بأساور الفضة جزاءً على سعيهم في الدنيا بالأعمال الصالحة وجِدِّهم في طاعة الله، وإيذاناً بقبول أعمالهم هذه.

  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ٢٣ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤}⁣(⁣٤) ثم خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ وأخبره أن


(١) سؤال: ما إعراب «ثَمَّ» وأين جواب الشرط في الآية؟

الجواب: «ثم» ظرف مكان، وقوله: «رأيت نعيماً» هو جواب الشرط.

(٢) سؤال: ما وجه فتح «عاليَهم»؟ وما وجه عدم فتحه في قراءة قالون؟

الجواب: «عاليهم» بفتح الياء ظرف مكان مثل «فوقهم». و «عاليْهم» بإسكان الياء اسم فاعل مبتدأ وثياب خبره، وبالفتح: خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر.

(٣) سؤال: لِمَ لم يعطف الإستبرق على السندس؟ وما إعراب: {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ

الجواب: عطف الإستبرق على «ثياب ..» لأنها هي السندس فالإضافة بيانية ولو عطف على السندس لجاز. و «حلوا» فعل ماضٍ مغير صيغة، و «الواو» نائب الفاعل، و «أساور» مفعول به، ويجوز أن يكون نصبه على نزع الخافض، و «من فضة» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ «أساور».

(٤) سؤال: ما الوجه في المغايرة بين الآثم والكفور؟

الجواب: وجه المغايرة هو كون الكفور أوغل في الإثم من الآثم، فالأول عام والثاني خاص.