سورة المرسلات
سورة المرسلات
  
  {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا(١) ١ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ٢ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ٣} المرسلات هي الملائكة، أقسم الله سبحانه وتعالى بالملائكة التي يرسلها لتنفيذ أمره مصفوفة كهيئة عرف الفرس، ثم أقسم بالرياح التي تعصف بالسحاب وتقلبه وتسيره، والناشرات هي الرياح أيضاً التي تنشر السحاب وتفرقه على البلدان، وقد تكون العاصفات والناشرات هي الملائكة التي تعصف السحاب وتنشره وتفرقه على العباد.
  {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ٤ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ٥ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ٦}(٢) والفارقات هي الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل بما تحمله من الذكر، والملقيات ذكراً هي الملائكة التي تنزل بالوحي وتلقيه على الأنبياء لتبليغ الناس وتحذيرهم عقاب الله تعالى وغضبه وسخطه.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «عرفاً»؟ وما وجه تشبيه الملائكة بعرف الفرس؟ وهل يصح حمل المرسلات أيضاً على رياح العذاب لمناسبتها للعصف المذكور فيما يليها أم لا؟
الجواب: «عرفاً» حال أي: حال كونها تشبه عرف الفرس ووجه الشبه بعرف الفرس هو كون بعضها متصل ببعض وفي أثر بعض، ويصح تفسير المرسلات بالرياح أو بالسحاب، وقد فسرت بجميع ذلك، وفي تفسير الهادي أنها السحاب.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «ذكراً عذراً أو نذراً»؟ وما نوع اسمية «عذراً» وكذا «نذراً»؟ وما وجه التفرقة بين عذراً ونذراً بحرف العطف «أو» مع أن الإنذار يؤول إلى الإعذار؟
الجواب: «ذكراً» مفعول به، «عذراً أو نذراً» مفعول من أجله، وهما مصدران من الثلاثي «عذر ونذر» وهذا على إسكان الوسط، أما بضم الوسط فهما جمع عذير ونذير، وعليه فيكونان حالين. وجيء بحرف التخيير «أو» لأن الإعذار للمحقين والإنذار للكافرين، ولا يجتمع الإعذار والإنذار في واحد منهما.