محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المرسلات

صفحة 575 - الجزء 4

  {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ٧} أقسم الله سبحانه وتعالى لعباده بما ذكر أن ما يعدهم من البعث والحساب حق وصدق ولا بد أن يقع، وأن أولئك المنكرين للبعث والجزاء لا بد أن يبعثوا بعد الموت للحساب والجزاء.

  {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ٨ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ٩ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ١٠ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ١١ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ⁣(⁣١) ١٢ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ١٣ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ١٤} وموعد وقوع البعث هو عندما يطمس الله تعالى النجوم ويمحو ضوءها، وعندما تتشقق السماء وتتهاوى أجرامها، وتتفجر الجبال حتى تصير كالهباء، فحينها سيجمع الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله À في عرصات أرض المحشر ليشهدوا على أممهم.

  وفي الاستفهام عن ذلك اليوم معنى التفخيم لشأنه والتهويل لأمره إذ سيجمع الله تعالى فيه الأولين والآخرين، وسيعرض أعمال جميع المكلفين، ثم يحكم بينهم فيما كانوا قد اختلفوا⁣(⁣٢) فيه من الشرائع والأحكام والديانات، ثم ينجي المحقين من


(١) سؤال: أين جواب الشرط «إذا النجوم طمست ..»؟ أم أنه مأخوذ من «وإذا الرسل أقتت» فكيف؟ ومم أخذت لفظة «أقتت»؟ وما السر في الاستفهام «لأي يوم أجلت» مع ذكر جوابه إذا كان الله سبحانه يعني الاستفهام وجوابه؟

الجواب: جواب الشرط محذوف مدلول عليه بما بعده، والتقدير: فإذا النجوم طمست وقع الفصل وحصل الجزاء ... ، و «أقتت» أصله: وقتت، قلبت الواو همزة، ومصدره التوقيت. والاستفهام في قوله: «لأي يوم» هو للتعظيم أي: ليوم عظيم أجلت، ولا يستدعي جواباً لأن الاستفهام غير مراد.

(٢) سؤال: هل سيفصل بينهم حتى في مسائل الفقه والفروع التي اختلفوا فيها أم لا؟ ومن أين نأخذ هذا الجواب ونستنبطه؟

الجواب: قد تقدم الله تعالى لعباده بالعفو عن الخطأ {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]، فعلى ذلك لا تدخل مسائل الاجتهاد الفرعية الظنية في محكمة الفصل يوم القيامة، وقد قرر علماء المسلمين أن الخطأ فيها معفو عنه، والمخطئ معذور، بل