محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المرسلات

صفحة 576 - الجزء 4

  بينهم، ويدخلهم في رحمته ورضوانه، ويعذب المبطلين في نار جهنم.

  {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ⁣(⁣١) لِلْمُكَذِّبِينَ ١٥} والويل كل الويل سيكون في ذلك اليوم للمكذبين بيوم الحساب والجزاء، المنكرين له، والويل: معناه العذاب الشديد.

  {أَلَمْ⁣(⁣٢) نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ١٦ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ⁣(⁣٣) الْآخِرِينَ ١٧ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ١٨ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٩} يهدد الله سبحانه وتعالى قريشاً عندما كذبوا بالنبي ÷ وبما جاءهم به من القرآن، وأنكروا يوم البعث والحساب، وقد استنكر عليهم تكذيبهم ذلك، وعدم اعتبارهم بمن سبقهم من الأمم السابقين


= قرر بعضهم أن كل مجتهد مصيب، ولكن إذا صحب الخلاف في هذا الباب عناد من طرف واحد أو من الطرفين وتجهيل وسب وذم وتسفيه وإثارة عداوات ونحو ذلك فلا يعفى عنه، وسينبئهم الله يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون؛ لأن الخلاف المعفو عنه أصبح شقاقاً بسبب ما أثير حوله من القول الباطل و ... و ... إلخ.

(١) سؤال: بم تعلق هذا الظرف؟

الجواب: متعلق بـ «ويل» ظرف له، أو بمحذوف صفة له.

(٢) سؤال: هل الاستفهام هنا تقريري أم أنه يكون إنكارياً باعتبار ما يؤدي إليه كما لمحتم إليه في التفسير المبارك؟

الجواب: الاستفهام إنكاري، ويصح أن نقول إنه تقريري أي: لتقرير ما بعد النفي.

(٣) سؤال: ما السر في عدم جزم «نتبعهم»؟ وإن قلنا بعدم دخوله في حيز الاستفهام فيشكل لزوم أن المجرمين يكونون نفس الآخرين وهو غير متناسب مع ظاهر النظم القرآني خصوصاً «كذلك نفعل» فكيف؟

الجواب: قوله: «ثم نتبعهم الآخرين» ليس داخلاً في حيز الاستفهام، والمراد بالأولين الأمم المهلكة من قبل الإسلام، وقوله: «ثم نتبعهم الآخرين» معناه أن الله تعالى سيهلك الآخرين كما أهلك الأولين إن أصروا على الإجرام والكفر والتمرد، وقوله: «كذلك نفعل بالمجرمين» بمعنى أن ذلك هو سنة الله في المجرمين من مضى ومن غبر ومن هو حاضر وقت الخطاب ومن سيأتي في المستقبل إلى يوم القيامة، {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ٧٧}⁣[الإسراء].