محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النبأ

صفحة 585 - الجزء 4

  {جَزَاءً وِفَاقًا ٢٦}⁣(⁣١) وأن ذلك العذاب ليس إلا جزاءً من الله سبحانه وتعالى على قدر أعمالهم.

  {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ٢٧ وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ٢٨} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن سبب ذلك العذاب أنه إنكارهم للبعث والحساب، وتكذيبهم وجحودهم بآيات الله تعالى.

  {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا⁣(⁣٢) ٢٩ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ٣٠} وقد أحصى الله سبحانه وتعالى عليهم جميع أعمالهم صغيرها وكبيرها وسيجازيهم عليها جميعاً، وسيذيقهم العذاب الشديد على أعمالهم التي عملوها، لا يخفف الله عنهم العذاب في نار جهنم ولا يزيدهم إلا عذاباً فوق العذاب.

  {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا⁣(⁣٣) ٣١ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ٣٢ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ٣٣ وَكَأْسًا دِهَاقًا ٣٤} وأما أهل تقوى الله سبحانه وتعالى الحافظون لحدوده والموفون بعهوده ومواثيقه فهم من أهل الفوز والظفر برضوانه وثوابه، يتنعمون بين البساتين والحدائق المثمرة التي أعدها الله تعالى لهم، وسيزوجهم من حور الجنة.


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب الآية «جزاءً وفاقاً»؟ وما نوع اسمية «وفاقاً»؟

الجواب: جزاء: مفعول مطلق لفعل محذوف من لفظه والتقدير: جوزوا جزاءً وفاقاً. «وفاقاً» صفة لجزاء. ووفاق: مصدر وافق يوافق وصف به للمبالغة.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ٢٩

الجواب: «كل شيء» مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل الذي بعده، وهذا من باب الاشتغال، «أحصيناه» فعل وفاعل ومفعول، ولا محل للجملة لكونها مفسرة، «كتاباً» مفعول مطلق لأحصيناه من نوعه.

(٣) سؤال: على ذهني رواية عن الإمام زيد # أن المفاز هو السلامة من النار فكيف مع أن «حدائق» بيان وبدل منها فكيف؟ وما نوع اسمية «مفازاً»؟

الجواب: يوجه ما روي عن الإمام زيد من تفسير المفاز بالسلامة من النار، بأنّ السلامة من النار تستلزم دخول الجنة والحدائق، {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}⁣[آل عمران: ١٨٥]. «مفازاً» يفسر بأنه مكان الفوز أي: موضع النجاة، وبذلك يتجه تفسير الإمام زيد #.