سورة النازعات
  {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ٢٠ فَكَذَّبَ وَعَصَى ٢١ ثُمَّ أَدْبَرَ(١) يَسْعَى ٢٢ فَحَشَرَ فَنَادَى ٢٣ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى(٢) ٢٥ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ٢٦} وقد جاءه بالمعجزة الدالة على صدق نبوته، وهي آية العصا واليد البيضاء، ولكنه كذب وتمرد واستكبر عن اتباع موسى وتصديقه، وأخذ يسعى في إبطال دعوته جهده، إذ جمع قومه وأهل مملكته وجنوده فنادى فيهم بأنه ربهم(٣)، وأنه يجب عليهم طاعته ونصرته على من عاداه، وأن يعينوه على القضاء على موسى وقومه إذ قد شقوا عصا الطاعة، ولكن الله سبحانه وتعالى أخذه قبل أن يتمكن من النيل من نبيه، فأنزل عليه العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة، وأغرقه وجعله عبرة لمن بعده؛ ليعتبروا به، ويعرفوا كيف يكون جزاء المكذبين بأنبيائهم، وأخبر قريشاً أن فيما جرى على فرعون وجنوده عبرة لهم إن أرادوا أن يعتبروا به، ويرتدعوا عن كفرهم وتكذيبهم.
  {ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(٤) ٢٧ رَفَعَ سَمْكَهَا(٥) فَسَوَّاهَا ٢٨ وَأَغْطَشَ
(١) سؤال: ما معنى الإدبار هنا في قوله: «ثم أدبر»؟
الجواب: معناه الإعراض أي: أعرض مسرعاً خوفاً من الحية.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «نكال»؟ وكيف أطلق عليه بأنه نكال الآخرة، وهو لم يأت بعد؟
الجواب: «نكال» مصدر مؤكد لمضمون ما قبله كـ «وعد الله» أو مفعول لأجله. ولم يقع نكال الآخرة ولكنه لتحقق وقوعه كأنه قد وقع.
(٣) سؤال: قد يتأول بعض العلماء هنا أن الربوبية بمعنى الملك والسيادة لا الألوهية فما رأيكم في ذلك؟
الجواب: قد قال فرعون: {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ٢٩}[الشعراء]، فهذه الآية نص في رد قول ذلك البعض.
(٤) سؤال: ما الوجه في فصل جملة «بناها»؟ وما يكون محلها؟
الجواب: الوجه هو كون «بناها» استئناف بياني أي: في محل جواب سؤال مقدر.
(٥) سؤال: ما هو السُّمْك الذي أخبر الله برفعه؟
الجواب: هو أجرامها السميكة.