سورة النازعات
  ليتمتعوا ويتنعموا ويأكلوا ويشربوا منها هم وأنعامهم، وأن من قدر على كل ذلك لا بد أن يقدر على أمر إحيائهم وبعثهم بعد موتهم. ومعنى «دحاها»: طمها بالتراب.
  {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ٣٤}(١) وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكم ما جعل وأنعم عليكم بكل هذه النعم إلى أن يحين(٢) موعد الحياة الأخرى.
  والطامة: الداهية المدمرة للكون كله، التي تقضي على كل ما فيه، وتنهي أمر السماء والأرض وما بينهما.
  {يَوْمَ(٣) يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ٣٥ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ٣٦} وذلك اليوم هو اليوم الذي سيتذكر الإنسان فيه كل ما عمله في الدنيا من صغير الأعمال وكبيرها، وستظهر فيه جهنم ظهوراً واضحاً أمام الجميع.
  {فَأَمَّا(٤) مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(٥) ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}
(١) سؤال: أين جواب «إذا جاءت الطامة الكبرى»؟
الجواب: جواب الشرط مقدر أي: يبعث الناس.
(٢) سؤال: من أين فهمنا هذا، سلام الله عليكم ورحمته؟
الجواب: فهم ذلك من مجيء هذه الجملة عقب قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠} ... إلى {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٣} فقد جعل الله تعالى للناس هذه النعم التي متعهم بها في الدنيا يخوضون فيها وليس بعد ذلك إلا مجيئ الطامة وموعد الحياة الأخرى.
(٣) سؤال: ما هو العامل فيه النصب؟ وهل قوله «ما» في قوله: «ما سعى» موصولة أم مصدرية؟
الجواب: قد قالوا: إن «يوم» بدل من «إذا» وهو متجه، ويجوز أن يكون منصوباً بفعل محذوف تقديره: يحاسب، و «ما» مصدرية.
(٤) سؤال: ما معنى الفاء؟
الجواب: الفاء تفريعية عاطفة.
(٥) سؤال: لو تفضلتم بضابط في مؤاثرة الحياة الدنيا على الآخرة؟ وكذا ضابط في الهوى الذي مدح الله من نهى نفسه عنه؟
الجواب: إذا تمسك المؤمن بتقوى الله بأن يفعل ما أمره الله به من الفرائض والواجبات وينتهي عن =