سورة عبس
  {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ٨ وَهُوَ يَخْشَى ٩ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ١٠} ما كان ينبغي لك يا رسول الله أن تعرض عمن أقبل إليك وهو يجري رغبةً في سماع الذكرى وهو من أهل الإيمان بالله ومن أهل الخشية له.
  {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ١١} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن هذه تذكرة له لئلا يعود إلى مثلها مرة أخرى. ومعنى «كلا»: قد تكون للتنبيه.
  وما كان من النبي ÷ من الإعراض عن ابن أم مكتوم لم يكن إلا لحرصه الشديد على دخول القوم في الإسلام؛ لأنهم إذا استجابوا له وأسلموا فسيسلم بإسلامهم أناس كثيرون.
  {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ١٢ فِي صُحُفٍ(١) مُكَرَّمَةٍ ١٣ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ١٤} وتذكرة لمن أراد أن يتذكر، وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم تذكرة لمن أراد أن يتذكر بآياته؛ وقد حفظه الله تعالى في صحف مرفوعة عنده في السماء ومنزهة لا يلمسها ويقربها إلا الملائكة المطهرون، وقد حفظها من الشياطين.
  {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ١٥ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ١٦} ثم يرسله الله تعالى إلى أنبيائه مع ملائكة قد جعلهم الله سبحانه وتعالى سفرائه إلى نبيه محمد ÷ ومن قبلُ إلى سائر رسله وأنبيائه، وملائكة الله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهذا معنى «بررة».
  {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ(٢)
(١) سؤال: بماذا تعلق قوله «في صحف»؟ وكذا قوله «بأيدي سفرة»؟
الجواب: «في صحف» متعلق بمحذوف خبر ثان لتذكرة أو صفة لها. «بأيدي سفرة» متعلق بمحذوف صفة لصحف.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «ما أكفره من أي شيء خلقه»؟ وما السر في فصل: «من نطفة خلقه» عن التي قبلها؟
الجواب: «ما» تعجبية نكرة بمعنى شيء عجيب، «أكفره» فعل ماض وفاعله ضمير يعود على «ما» =