سورة التكوير
  النظر والتفكر في هذه الآيات الدالة على قدرة مبتدعها، وسعة علمه وحكمته.
  {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ١٩ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ٢٠ مُطَاعٍ ثَمَّ(١) أَمِينٍ ٢١} أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الأشياء ليؤكد لأولئك المشركين المكذبين أن هذا القرآن قد نزل به جبريل # على محمد ÷، ثم وصف الله سبحانه وتعالى جبريل # بأنه ذو قوة عظيمة وصاحب منزلة رفيعة ومكانة عظيمة عنده تعالى، وأنه أمين مطاع عند بقية الملائكة لكونه أفضلهم وأرفعهم منزلة عنده تعالى.
  {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ٢٢ وَلَقَدْ رَأَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ٢٣ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ(٢) بِضَنِينٍ ٢٤ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ٢٥} وأيضاً أقسم الله سبحانه وتعالى لهم أن محمداً ÷ رسول من عنده صادق في رسالته ليس بذي جنون في مقالته، وأخبرهم أن رسولهم هذا قد رأى جبريل(٣) # في السماء، وأنه ليس
(١) سؤال: ما وجه وصف جبريل # بقوله: «كريم»؟ وبماذا تعلق الظرف «عند»؟ و «ثم» هل هي ظرف بمعنى «عند» أم اسم إشارة بمعنى «هناك»؟
الجواب: الوجه في وصف جبريل # بكريم هو للرد على المشركين فيما كانوا يقولونه في تكذيب النبي ÷ ورد ما جاء به: إن ما جاء به محمد ÷ إنما هو وحي شيطان، ومعنى رسول كريم أنه رسول من الله يأتي بمنافع للناس وهدى وخير ليس فيه شر وضر وباطل وخرافات كما هو الحال في الشياطين، و «عند» ظرف مكان متعلق بمكين. «ثم» ظرف مكان مضمن معنى الإشارة أي: أنه يشار بها للمكان.
(٢) سؤال: هل «على» في قوله: «على الغيب» على بابها أم أنها بمعنى «في»؟ وبماذا تعلق قوله: «على الغيب»؟
الجواب: «على» بمعنى «في» وهي متعلقة بضنين.
(٣) سؤال: هل خصصت رؤية النبي ÷ لجبريل لأنه رآه على صورته الحقيقية مرتين كما في بعض الآثار عن عائشة أم لماذا؟
الجواب: نعم خص ذكر رؤية النبي ÷ لأنه رآه مرتين كما في سورة النجم وكما هنا على صورته الحقيقية، وإلا فقد كان ÷ يراه كثيراً على غير صورته الحقيقية.