محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المطففين

صفحة 613 - الجزء 4

  عذاب الجحيم يصلون سعيرها ويقال لهم حينئذ: هذا ما كنتم تكذبون به حين دعتكم أنبياؤكم إلى الإيمان به، وحذرتكم من الوقوع فيه.

  {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ١٨ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ١٩ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ٢٠ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ٢١} وأما عباد الله تعالى الذين يعملون أعمال البر التي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى فأعمالهم قد أحصاها الله تعالى في كتب مرقومة⁣(⁣١)، ولها عنده تعالى منزلة عالية ودرجة رفيعة تقرأها الملائكة وتتطلع عليها، ومعنى «لفي عليين»: أماكن عالية علواً عظيماً.

  {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ٢٢ عَلَى الْأَرَائِكِ⁣(⁣٢) يَنْظُرُونَ ٢٣ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ٢٤ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ٢٥ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ٢٦ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ٢٧ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا⁣(⁣٣) الْمُقَرَّبُونَ ٢٨} يتحدث الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات عما أعده للأبرار من النعيم المقيم والثواب العظيم في جنات النعيم حيث يظهر بهاء ذلك النعيم في وجوههم وفي ملابسهم وفي مطاعمهم ومشاربهم وفي مجالسهم الرفيعة، ويشربون الرحيق في آنية مختومة بالمسك؛ فهذا ما ينبغي التنافس فيه لا في حطام الدنيا الفانية، وشرابهم هذا مخلوط من التسنيم وهي عين أعدها الله سبحانه وتعالى يشرب منها عباده المقربون، والمراد


(١) سؤال: إذا كان معنى «مرقوم» مكتوب فما يفيده قوله «كتاب مكتوب»؟

الجواب: يفيد التأكيد والتقرير كضربت ضرباً وأكلت أكلاً.

(٢) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور؟ وما محل جملة «ينظرون»؟

الجواب: الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل ينظرون، وجملة «ينظرون» في محل رفع خبر ثان.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «عيناً»؟ وهل الباء في قوله: «بها» على بابها أم لا فما معناها؟

الجواب: «عيناً» منصوب بفعل محذوف أعني أو أمدح أو يسقون، والباء في قوله «بها» هي على بابها وهي للآلة كالتي في «كتبت بالقلم» كأن التسنيم آلة لشرب الرحيق المختوم.