محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المطففين

صفحة 614 - الجزء 4

  بالرحيق المختوم بالمسك: الخمر الصافية النقية المغطاة التي أحكم غطاؤها بالمسك لئلا يدخل الهواء.

  {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ٣٠ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ٣١ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ٣٢ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ٣٣} وأما المجرمون فليس لهم إلا عذاب جهنم خالدين فيها؛ لأنهم كانوا يستهزئون بالدين وبالمؤمنين، ويكذبون بالأنبياء والمرسلين، ويسخرون منهم متفكهين بذلك، ويسمونهم بالضلال عند رؤيتهم احتقاراً لهم واستهزاءً بهم، وليس لهم سلطان على أعمال المؤمنين أو في محاسبتهم عليها فذلك إلى الله سبحانه وتعالى وحده.

  {فَالْيَوْمَ⁣(⁣١) الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ٣٤ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ٣٥} أما يوم القيامة فستنعكس الحال فالكافرون في خزي ومهانة يضحك منهم المؤمنون، ويستهزئون بهم ويوبخونهم، وهم على أرائكهم ينظرون إليهم.

  {هَلْ⁣(⁣٢) ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٣٦} حقاً قد لقي الكفار جزاء أعمالهم.

  * * * * *


(١) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وعلام انتصب «اليوم»؟ وهل قوله: «الذين آمنوا من الكفار يضحكون» مبتدأ وخبر أم ماذا؟

الجواب: الفاء للتفريع فضحك يوم القيامة متفرع ومسبَّب عن ضحك الكفار في الدنيا على المؤمنين، و «اليوم» منصوب بيضحكون مفعول فيه، والجملة من قوله «الذين آمنوا من الكفار يضحكون» مبتدأ وخبر أي: «الذين» مبتدأ، و «يضحكون» خبر.

(٢) سؤال: هل هذه الجملة مقول لقول محذوف أم ماذا؟ وهل قوله: «ما كانوا» مفعول ثان لثوب فلم يظهر لنا أم أنه على حذف حرف الجر؟ وما هو المعنى الذي ينبني على هذا الإعراب؟

الجواب: الجملة مقول قول محذوف. «ما كانوا» مفعول به في محل نصب؛ لأن التضعيف معدٍّ كالهمزة، {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ}⁣[المائدة: ٨٥]، أي: قد أثاب الله الكفار جزاء ما كانوا يفعلون.